نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 284
الشك فيهما، و ذلك لأن ذوات تلك الأطراف لا تتقابل لذاتها، بل
تتقابل[1]بعارض عرض لها[2]، فإذا لم تكن متضادة حقيقية[3]، لم تجعل الحركات متضادة
حقيقية.
فنقول: إن هذه المقدمة باطلة، فإنه ليس إذا كان الشيء متعلقا بشيء،
و يكون ذلك الشيء ليس يعرض له التضاد فى جوهره، بل لعرض[4]يعرض له[5]، يجب[6]أن يكون التضاد فى المتعلق بذلك الشيء تضادا بالعرض. و ذلك لأنه
يجوز[7]أن يكون هذا[8]الذي
هو عارض للمتعلق به[9]، أمرا داخلا[10]فى جوهر المتعلق فإن التحدد بالطرف أمر غير ذاتى للشمع، و ذاتى للشكل
الذي من[11]الشمع، و هو مما يتعلق بالشمع و يتقوم[12]به. و كذلك[13]الجسم
الحاد و الجسم البارد يتضادان بعرضيهما و فعلاهما، و هو الإسخان و التبريد
الصادران[14]عنهما لا يتضادان بالعرض، بل بالحقيقة، لأجل أن الحار و البارد و إن
كان عارضا بالقياس إلى الجسم، فإنه ذاتى أو واجب الوجود، حتى يكون الإسخان و
التبريد متحققا. و على هذه الصورة، فإن الحركة ليست[15]تتعلق بطرف المسافة من حيث هو طرف[16]فقط كيف كان، حتى إذا عرض للطرفية[17]عارض كان غير داخل فى تقويم الحركة، أو لا يجب[18]دخوله، كلا بل إنما تتعلق الحركة بالطرف من حيث هو[19]مبدأ و منتهى، فإن كل حركة بجوهريتها[20]يتضمن التأخر و التقدم لأن الحركة جوهرها مفارقة و قصد. فجوهرية
الحركة يتضمن المبدأ و المنتهى، إما بالفعل و إما بالقوة القريبة من الفعل، التي
أشرنا إليها. فالأطراف[21]التي
للمسافة إنما تتعلق بها الحركة من حيث هو مبدأ و منتهى، و هى من حيث هى مبدأ و
منتهى متقابلة، و هى[22]من حيث هى متقابلة[23]فهى[24]مقومة للحركة، و إن كانت ليست متقومة بذلك. فظاهر بين أن الحركة التي
يتعين[25]لها مبدأ و منتهى متغايران بالفعل، لا يجوز أن يؤدى أحدهما إلى
الآخر، بل يكون على النحو الذي وصفنا، فهى لذاتها من ضد إلى ضد، و الضدان ذاتيان[26]لهما[27]، و ليسا ذاتيين للموضوع
الذي هو الطرف.