نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 283
و الثانية بالقياس إلى أمور خارجة عن الحركة، مثل أن طرفى المسافة
المتصلة بين السماء و الأرض هما[1]مثلا
نقطتان أو مكانان. و طباع[2]النقطتين
و المكانين لا تتضاد و لا تتقابل تقابل السواد و البياض[3]، بل يتقابل الأمر خارج، و
ذلك الأمر إما غير متعلق بالنسبة إلى الحركة و إما متعلق بها. أما الخارج من
النسبة إلى الحركة، فبأن يكون أحد الطرفين فى غاية القرب من الفلك، و الطرف الثاني
فى غاية البعد[4]منه، فيكون طرف منه لزمه إن كان علوا، و الآخر[5]لزمه إن يكون سفلا. و أما المتعلق بالنسبة إلى الحركة، فمثل أن يكون
أحد الطرفين عرض له أن يكون مبدأ الحركة الواحدة، و الآخر عرض له أنه[6]منتهى لتلك الحركة. فقياس كل واحد منهما إلى الحركة مخالف، و مقابل
لقياس[7]الآخر. فإنه[8]و
إن كان قياس كل واحد منهما إلى الحركة قياس المقابل[9]بالإضافة[10]، إذ المبدأ مبدأ[11]لذى المبدأ[12]، و المنتهى منتهى لذى
المنتهى، و كذلك بالعكس فى الأمرين، فليس مقابلة[13]ما بين المبدأ و المنتهى هذه المقابلة، فإن المبدأ لا يقابل المنتهى
بأنه مقول[14]بالقياس إليه، فإنه ليس يلزم أنه إذا كان للحركة مبدأ ما، وجب أن
يفهم من هذا بعينه أن لها[15]منتهى،
عسى إن كان و لا بد فيعلم[16]بدليل
و وسط من خارج، و الأمر فى المنتهى كذلك. و المضافان أيهما علم، لزم العلم بالآخر،
فليس ابتداء المسافة متصور الماهية بالقياس إلى منتهاها، و لا منتهاها متصور
الماهية بالقياس مبتداها[17]، فليس بينهما تقابل المضاف،
و بينهما لا محالة تقابل. أعنى إذا كانا فى المستقيمة[18]، إذ يستحيل أن يكون المبدأ
و المنتهى مجتمعين فى شيء، و أحدها بالقياس إليه مبتدأ[19]و منتهى، اجتماعا فى زمان واحد، و ليس أحدهما معنى عدميا للآخر، حتى[20]يكون المنتهى عدم المبتدأ[21]بالتضاد[22]، و لا وجه من وجوه[23]التقابل إلا التقابل بالتضاد. و أما فى غير المستقيم، فلا يبعد أن
يكون شيء واحد مبدأ أو منتهى للحركة التي ليست على الاستقامة، فلا يكون فى المبدأ[24]و المنتهى هناك تضاد و تقابل[25]، و ليس يقع الشك فى أن
القسم الأول يجعل الحركات متضادة، و أما القسمان الآخران فيشبه أن يقع هذا