نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 156
و لا عليك الآن أن تجعل هذا المتحرك شيئا متحركا بالحقيقة فى المكان
أو جزء يفرضه لمتحرك بالوضع يشبه المتحرك فى المكان[1]، فإنه يفارق[2]مماسة إلى مماسة بمماسات متصلة، أو موازاة إلى موازاة بموازيات متصلة
و أن يسمى ما يقطعه مسافة كيف كان، فليس يختلف لذلك حكم فيما نحن بسبيله فنقول: إن
هذا الإمكان قد صح أنه منقسم، و كل منقسم فمقدار[3]أو ذو[4]مقدار، فهذا الإمكان لا يعرى عن مقدار، فلا يخلو أن يكون مقداره
مقدار المسافة أو مقدار آخر و لو كان مقدار المسافة لكانت المتساويات فى المسافة
متساوية فى هذا الإمكان[5]، لكن[6]ليس كذلك فهو إذن مقدار آخر. فإما[7]أن يكون مقدار المتحرك أو لا يكون، لكنه ليس مقدار المتحرك[8]، و الإمكان المتحرك الأعظم
أعظم فى هذا المقدار، و ليس كذلك، فهو إذن غير مقدار المسافة و غير مقدار المتحرك،
و من المعلوم أن الحركة ليست نفسها[9]ذات
هو المقدار نفسه، و لا السرعة و البطء ذلك. إذ[10]الحركات فى أنها حركات تتفق فى الحركية[11]. و تتفق فى السرعة و البطء و تختلف فى هذا المقدار. و ربما اختلفت[12]الحركة فى السرعة[13]و
البطء[14]و اتفقت فى هذا المقدار، فقد[15]ثبت وجود مقدار لإمكان[16]وقوع
الحركات بين المتقدم و المتأخر وقوعا يقتضى مسافات محدودة[17]ليس مقدار المتحرك و لا المسافة[18]و لا نفس الحركة. و هذا المقدار ليس يجوز أن يكون قائما بنفسه. و
كيف[19]يكون قائما بنفسه و هو منقص مع مقدره، و كل منقص فاسد، فهو[20]فى موضوع أو ذو موضوع. فهذا المقدار هو متعلق بموضوع و لا يجوز أن
يكون موضوعه الأول مادة المتحرك لما بيناه فإنه إن[21]كان مقدار[22]مادة
بلا واسطة لكانت المادة تصير به أعظم أو أصغر[23]. فإذن هو فى الموضوع بوساطة هيئة أخرى، و لا يجوز أن يكون بوساطة هيئة
قارة كالبياض و السواد، و إلا لكان مقدار[24]تلك الهيئة فى المادة يحصل فى المادة مقدارا ثابتا قارا. فبقى أن
يكون مقدار هيئة[25]غير[26]قارة، و هى الحركة من مكان إلى مكان أو من وضع إلى وضع بينهما مسافة
تجرى عليها الحركة الوضعية، و هذا هو الذي نسميه الزمان.
و أنت تعلم أن الحركة يلحقها أن تنقسم إلى متقدم و متأخر، و إنما
يوجد فيها المتقدم ما يكون منها فى المتقدم[27]