نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 152
بأن نجعل الطريق إلى وجوده من ماهيته. ثم نكر على هذه الشبه[1]فنحلها. و نقول[2]: إن
الذين أثبتوا وجود الزمان معنى واحدا فقد اختلفوا أيضا، فمنهم من جعل الحركة
زمانا، و منهم من جعل حركة الفلك زمانا دون سائر الحركات، و منهم من جعل عودة
الفلك زمانا أى دورة واحدة، و منهم من جعل نفس الفلك زمانا. فأما الذين جعلوا
الحركة نفسها زمانا، فقالوا: إن الحركة من بين ما نشاهده من الموجودات هى التي
تشتمل على شيء ماض و شيء[3]مستقبل
و فى طبيعتها أن يكون لها دائما جزءان[4]بهذه
الصفة، و ما كان بهذه الصفة فهو الزمان قالوا[5]: و نحن[6]إنما نظن أنه كان زمان[7]، إذا أحسسنا[8]بحركة، حتى أن المريض و المغتم يستطيلان زمانا يستقصره[9]المتمادى فى البطر لرسوخ الحركات المقاسات[10]فى ذكر هذين، و انمحائها من ذكر المتلهى[11]عنها بالبطر[12]و
الغبطة.
و من لا يشعر بالحركة لا يشعر[13]بالزمان، كأصحاب الكهف فإنهم لما لم يشعروا بالحركات التي بين آن
ابتداء لقائهم أنفسهم للاستراحة بالنوم، و آن انتباههم لم يعلموا أنهم زادوا على
يوم واحد، فقد[14]حكى المعلم الأول أيضا أن قوما من المتألهين عرض لهم شبيه[15]بذلك و يدل التاريخ على أنهم كانوا قبل أصحاب الكهف.
فهذه هى الأقوال السالفة قبل نضج الحكمة فى أمر الزمان، و كلها غير صحيح.
أما أن الحركة ليست زمانا فلأنه قد يكون حركة أسرع و حركة أبطأ، و لا يكون زمان[16]أسرع من زمان و أبطأ[17]، بل أقصر و أطول، و قد يكون
حركتان معا و لا يكون زمانان معا. و أنت تعلم أنه قد تحصل حركتان مختلفتان[18]معا فى زمان واحد و زمانهما لا يختلف، و الحركة فصولها[19]غير فصول الزمان، و الأمور المنسوبة إلى الزمان مثل هو ذى[20]و نعته[21]، و الآن و آنفا ليست هى من
ذات الحركة فى شيء، و الزمان يصلح أن يؤخذ[22]فى حد الحركة السريعة جزءا من الفصل، و الحركة لا تصلح أن تؤخذ[23]كذلك بل تؤخذ على أنها جزء متقدم. فإنه يصلح أن يقال: إن السريع هو
الذي يقطع مسافة أطول فى زمان أقصر، و لا يصح[24]أن يقال فى حركة[25]أقصر.
و حكم الحركة الأولى الفلكية هذا الحكم بعينه، فإنها يصلح[26]