responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 54

عن إدراك حقائق الأشياء كما هي عليها بغشاوة التقليد و الامتراء و حجب الهوى و الدنيا- و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

تمثيل:

مثال البنية الإنسانية في هذا العالم مثال السفينة المحكمة الآلة في البحر بما فيها من القوى النفسانية و الجنود العمالة فيها المسخرة بإذن الله المرتبة في أمر هذه السفينة المصلحة بحالها فإن سفينة البدن لا يتيسر السير بها إلى الجهات إلا بهبوب رياح الإرادات فإذا سكنت الريح وقفت السفينة عن السير و الجريان و بسم الله مجراها [1] و مرساها فكما أنه إذا سكنت الريح التي نسبتها إلى السفينة نسبة النفس إلى البدن وقفت السفينة قبل أن يتعطل شي‌ء من أركانها- و يختل واحدة من آلاتها كذلك جسد الإنسان و آلاته إذا فارقتها النفس لا يتهيأ له الحس و الحياة التي في مثالنا بمنزلة حركة السفينة و إن لم يعدم بعد شي‌ء من مواد البدن و آلاته و أعضائه إلا ذهاب نفخ الروح الذي بمنزلة ريح السفينة و البرهان حقق أن الريح ليس من جوهر السفينة بل حركتها تابعة لحركته و لا السفينة حاملة للريح بل الريح حاملها و محركها بإذن الله و مجراها باسم الله و لا تقدر السفينة و من عليها من‌


[1] اعلم أن اسم الله في عرف العرفاء الشامخين عبارة عن حقيقة الوجود مأخوذا بتعين من التعينات الصفاتية الإلهية فإذا أخذ بتعين الظاهرية بالذات و المظهرية للغير فهو اسم النور و إذا أخذ بتعين ما به الانكشافية لذاته و لما عدا ذاته فهو اسم العالم- و إذا أخذ بتعين كونه خيرا جميلا مبتهجا بذاته و بآثار ذاته من حيث إنها آثاره راضيا بها محبا لها فهو اسم المريد و الشائي و الودود و الراضي و إذا أخذ بتعين الفياضية على سبيل الشعور و المشية فهو اسم القادر و هكذا الأسماء الآخر و قد يطلق الاسم على كل وجود من حيث إنه آية و سمة لكمال من كمالات الله إذا عرفت هذا فاعرف أن كون مجرى الفئتين و مرساهما باسم الله معناه أن وجود الريح و كذا وجود الربان و تبعته و وجود النفس و قواها و إرادتها أسماء الله تعالى الفعالة أو باسمه المقيم المبدئ المنشئ و باسمه الآخر المرجع المعيد القهار مجراهما و مرساهما و عند العرفاء أسماء الله تعالى هي أرباب الأنواع الفعالة فيها فالأفعال التي يتراءى بنظر غيرهم من المظاهر- كالمبادي المقارنة التي هي القوى و الطبائع و المبادي المفارقة كالنفوس و العقول بنظرهم- من الأسماء الحسنى، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست