responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 53

الموجودات ذكروا وجوها غير سديدة في حكمة الموت و في ما بيناه يظهر المناسبة في إطلاق لفظ الطبيعي على هذا الموت دون ما ذكروه و قد سبق أيضا أن الذي بيناه- لا ينافي الشقاوة الثابتة لطائفة من النفوس و تعذبهم في الآخرة بالجحيم و النيران و غضب الرحمن و سائر ما سيجري عليهم جزاء لأعمالهم و تبعات لأفعالهم و نتائج لأخلاقهم- و ملكاتهم السيئة و اعتقاداتهم الردية الفاسدة كما سينكشف لك زيادة الانكشاف- و إذا تحقق ما ذكرناه في الموت الطبيعي و أن منشأه توجه جبلي إلى جانب الآخرة- و القرب من الله تعالى ظهر و تبين بطلان التناسخ مطلقا بجميع أقسامه و استحالة تعلق النفس بعد موت بدنها العنصري سواء كان بالأجل الطبيعي أو بغيره ببدن طبيعي آخر و انتقالها من بدن إلى آخر إذ لو انتقلت من بدن و تعلقت بآخر لكان تعلقها به عند أول تكونه حين كونه نطفة حيوان أو جنين في رحم كما اعترفوا به فيلزم على ما أصلناه من البيان الخلف من عدم التطابق التعاكسي بين مراتب استكمالات النفس و البدن- على الوجه المذكور

تذكرة فيها تبصرة:

اعلم أيها السالك إلى الله الراغب إلى دار كرامته بقوة الحدس أنك قاصد إلى ربك صاعد إليه منذ يوم خلقت نطفة في قرار مكين و ربطت بها نفسك تنقل من أدون حال إلى حال أكمل و من مرتبة هي أنقص إلى مرتبة هي أعلى و أحكم و إلى درجة هي أرفع و أشرف إلى أن تلقى ربك و تشاهده- و يوفيك حسابك و يوزن حسناتك أو سيئاتك فتبقى عنده إما فرحانة مسرورة مخلدة أبدا سرمدا مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و إما محزونة متألمة خاسرة معذبة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة مع الكفرة و الشياطين- و الفجرة و المنافقين فبئس القرين و نحن قد بينا من قبل أن جميع الموجودات التي في هذا العالم في السلوك إلى الله تعالى و هم لا يشعرون لغلظة حجابهم و تراكم ظلماتهم- لكن هذه الحركة الذاتية و هذا السير إلى الله تعالى في الإنسان أبين و أظهر سيما في الإنسان الكامل الذي يقطع تمام هذه القوس الصعودية التي كنصف دائرة من الخلق إلى الحق كما يعرفه أهل الكشف و الشهود من العلماء الذين لم تعم أبصارهم الباطنية

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست