responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 365

أنه بقي ما أودع الله عليهم في الأفلاك و حركات الكواكب من الأمر الإلهي و تغير منه على قدر ما تغير من صور الأفلاك بالتبديل و من صور الكواكب بالطمس و الانتشار فاختلف حكمها بزيادة و نقص و غير ذلك.

و قال في الباب الستين في معرفة جهنم اعلم عصمنا الله و إياك أن جهنم من أعظم المخلوقات و هي سجن الله في الآخرة و سميت جهنم لبعد قعرها يقال بئر جهنام إذا كانت بعيده القعر و هي تحوي على حرور و زمهرير ففيها البرد على أقصى درجاته- و الحرور على أقصى درجاته و بين أعلاها و قعرها خمس و سبعون مائة من السنين- و اختلف الناس فيها هل خلقت بعد أو لم تخلق و الخلاف مشهور فيها و كذلك اختلفوا في الجنة و أما عندنا و عند أصحابنا أهل الكشف و التعريف فهما مخلوقتان غير مخلوقتين و أما قولنا مخلوقتان فكرجل يبني دارا فأقام حيطانها كلها الحاوية عليها خاصة فيقال هي دار فإذا دخلتها لم تر إلا سورا دائرا على فضاء و ساحة ثم بعد ذلك ينشى‌ء بيوتها على أغراض الساكنين فيها من بيوت و غرف و سرادق و مسالك و مخازن و ما ينبغي أن يكون فيها و هي دار حرورها هواء محرق لا جمر لها سوى بني آدم و الأحجار المتخذة آلهة و الجن لهبها قال تعالى‌ وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ* و قال‌ إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ‌ و قال‌ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَ الْغاوُونَ وَ جُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ‌ و تحدث فيها الآلات بحدوث أعمال الجن و الإنس الذين يدخلونها و قد خلقها الله تعالى من صفة الغضب و جميع ما يخلق فيها من الآلام و المحن التي يجدها الداخلون فيها فمن صفة الغضب الإلهي و لا يكون ذلك إلا عند دخول الخلق فيها من الجن و الإنس متى دخلوها- و أما إذا لم يكن فيها أحد من أهلها فلا ألم في نفسها و لا في نفس ملائكتها بل هي و من فيها من زبانيتها في رحمة الله منغمسون ملتذون يسبحون لا يفترون لقول الله تعالى‌ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‌ فإن الغضب هاهنا هو عين الألم فمن لا معرفة له ممن يدعي طريقتنا و يريد أن يأخذ الأمر من التمثيل و المناسبة- فيقول إن جهنم مخلوقة من القهر الإلهي و إن اسم القاهر هو المتجلي لها و لو كان‌ [1] الأمر


[1] أي لو كانت من تجلي الاسم القاهر لا من الآلام و الأعدام و النقائص التي هي من صفة الغضب لكانت غنية بغنى القاهر و لم تكن جوعان و عطشان بهذا القدر حيث تقول هل من مزيد و لم تأكل نفسها من شدة الشهوة و التجويف الذي شأن الممكن المخلوق- و لم تكن بهذا القدر ضيقة المجال حتى يضع الجبار قدمه و ينزل الرحمة الواسعة إليها- فتصير واسعة المجال في دعاء المزيد و العمل مع الجبابرة، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست