نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 33
و الذي يؤيد ما ذكرناه من تبدل الأبدان ما ورد في صفة أهل الجنة أنهم
جرد مرد[1]أبناء ثلاثين
سنة و أن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم كأشد
كوكب دري في السماء إضاءة و في صفة أهل النار أن ضرس الكافر يوم القيامة مثل[2]أحد و فخذه مثل البيضاء و مقعده من النار
مسيرة ثلاث مثل البريدة الربذة و في رواية أن غلظ جلد الكافر اثنان و أربعون ذراعا
و أن مجلسه في جهنم ما بين مكة و المدينة و في رواية أخرى أن الكافر يسحب لسانه
الفرسخ و الفرسخين- يتوطاه الناس إلى غير ذلك من أوصاف الفريقين في الآخرة.
و منها أن العالم الذي فيه الآفات
و العاهات و العقوبات و الشرور و الآلام هو هذا العالم العنصري لما
فيه من التضاد و التفاسد و التزاحم و الأمور الاتفاقية و القسرية- دون غيره من
العوالم لأنه أكثفها و أكدرها و أظلمها فينبغي أن يكون هذا العالم جهنم الأشقياء و
الكفار و الأشرار و جحيمهم هي نار الطبيعة التي قيل لها هل امتلأت فتقول هل من
مزيد و دركاتها هي أبدان الحيوانات التي كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها
لتراكم جهالاتهم و رداءة أخلاقهم بخلاف السعداء الذين قال الله فيهم-لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا
الْمَوْتَةَ الْأُولى وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِو ذلك لاستحالة انتقال نفوسهم إلى الحيوانات المعذبة التي هي أبواب
الجحيم ولِكُلِّ بابٍ
مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌو ذلك لغلبة
الأخلاق المرضية و الهيئات المحمودة لها و إذا لم تنتقل نفوسهم إلى الأبدان
العنصرية الكائنة الفاسدة فلا يذوقونإِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولىالتي هي مفارقتهم عن الأبدان الإنسانية.
[1]لا منافاة بين الأجردية و الأمردية و الكون في ظرف ثلاثين
سنة إذ المراد أنهم من حيث صباحة المنظر و ملاحته كصبيح الوجه و مليحه الذي هو
اليافع أو المترعرع لا شعور على وجهه و من حيث العقل و الشعور و تقوية القوى و
تكامل الأعضاء و الاقتدار كمن هو ابن ثلاثين سنة، س ره
[2]جبل أحد بالحجاز و جبل البيضاء بدمشق و البريدة معرب أصلها
دم بريده لأنهم كانوا يقطعون ذنب الدابة لتسرع في السير فخفف و قيل بريد بضم الباء
ثم خفف بفتح الباء- ثم أطلق على الرسول الراكب إياها و كأنه قيل مسير ثلاثة أيام،
س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 33