responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 34

و الجواب أن اختصاص التعذيب التام و العقاب الشديد في نشأة لا يستلزم كونها أحسن النشئات فإن النشأة التي يقع فيها العذاب الأليم للأشقياء و الثواب العظيم للسعداء نشأة [1] إدراكية هي أصفى و ألطف من هذه النشأة الكثيفة و هي الدار الآخرة التي هي دار الحيوان و ذلك لأن الملذ و المؤذي في الحقيقة ليسا [2] من الأمور الخارجة عن الصور الإدراكية الحاضرة عند النفس الواصلة إليها فكل مؤلم أو ملذ لنا ليس من المحسوسات الخارجة و لا يمكن إدراكه بهذا الحس الظاهري الدنيوي- بل بالحواس الباطنة الأخروية و تلك الحواس هي التي بها يسمع و يبصر و يذوق و يشم و يلمس ما لا وجود له و نقول أيضا إن سكر الطبيعة و خدر النفس‌ [3] في هذه الدار لأجل اشتغالها


[1] فيه إشارة إلى ما في الوحي الإلهي‌ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ‌ و المقرب لكون الدار الآخرة عين الحياة و عين العلم و الإدراك ليست الحياة و الإدراك فيها من الطواري و العواري كما في هذه النشأة الدنيوية نشأة النوم فإن النوم أخ الموت فإن كلما ترى في النوم من سماء تظلك و أرض تحملك و صور بهية تلذك و تبهجك أو صور مشوهة توحشك و تؤلمك كلها صورك العلمية قوى وجودها فإن كان في المنامات الأضغاثية- فبتصرف متخيلتك في صور خيالك المأخوذة في اليقظة من الخارج و إن كان من المنامات الصادقة فبمشاهدة الحس المشترك منك الصور العلمية التي في المبادي و انعكاس تلك الصور إلى النفس أو بمشاهدة حضورية لها و على التقادير كلها عين العلم و الحياة، س ره‌

[2] كيف و اللذة و الألم ليسا إلا إدراك الملائم و المنافر و الإدراك ليس إلا المدرك بالذات فإنه الصورة الحاصلة عند المدرك و كما أن الأمر الخارجي ليس ملذا أو مؤلما- بل الأمر الإدراكي كذلك يمكن أن لا يؤلم الصورة الإدراكية المؤلمة فإن مؤلميتها إنما هي باعتبار الوهم فإن صورة ضياع الأهل و المال يحزنك باعتبار وهمك و جعله زوال إضافتك إليهما كأنه زوال ذاتك أو زوال صفاتك الحقيقية كما أن وحشتك من صورة الميت الذي في حياته كان أعجز شي‌ء فضلا عن حال مماته أمر وهمي و كذا منافرتك عن أشياء تستقبحها فكأنك نفسك تنحت لنفسك مؤلما و موحشا و محزنا و مكايدا- فالويل منك عليك و طوبى لعبد يرى في مظاهر اللطف و القهر ظهور ربه و يحبه في جميع صور أسمائه فهو في رضوان‌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ، س ره‌

[3] بالخاء المعجمة و الدال المهملة و منه التخدر و التخدير و هو بطلان إدراك الحاسة- و هو من مصطلحات الأطباء، ط مد

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست