نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 325
و يقرب من هذا كلام بعض القدماء من أهل الحكمة إن الأرواح تهبط إلى
هذا العالم من أشعة الشمس و في بعض الأخبار ما يدل على أنها في السماء الدنيا و
ذلك ما يروى في حديث المعراج أنه ص رأى في السماء الدنيا آدم أبا البشر و كان عن
يمينه باب يأتي من قبله ريح طيبة و عن شماله ريح منتنة فأخبره جبرئيل ع أن أحدهما
هو الجنة و الآخر هو النار.
و في بعض الأخبار ما يدل على أنها في بعض أودية الأرض و ذلك ما
يروى أيضا في حديث المعراج أنه بلغ ص قبل انتهائه إلى بيت المقدس واديا باردة طيبة
و سمع صوتا فقال جبرئيل هذا صوت الجنة يقول كذا.
و من الأخبار ما يدل على أن للنار و الجنة كينونة في الأرض في بعض
الأوقات- كما روي في حديث صلاة الكسوف إذ روي
أنه قال ص: ما من شيء توعدونه إلا و قد رأيته في صلاتي هذه[1]لقد جيء بالنار و
ذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من فوحها إلى أن قال ثم جيء بالجنة و
ذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي و لقد مددت يدي و أنا أريد أن أتناول من
ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل هذا الحديث مما رواه مسلم في كتابه
. و حكى بعضهم أنه لما رأى ص جهنم و هو في صلاة الكسوف جعل يتقي حرها
عن وجهه بيده و ثوبه و يتأخر عن مكانه و يتضرع و يقول أ لم تعدني يا رب أنك لا
تعذبهم و أنا فيهم أ لم أ لم حتى حجبت عنه أراد قولهوَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ
اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.
و روي أيضا: أنه ص صلى يوما الصلاة ثم رقى المنبر فأشار بيده قبلة
المسجد فقال قد رأيت الآن مذ صليت لكم الصلاة الجنة و النار ممثلتين من قبل هذا
الجدار فلم أر كاليوم في الخير و الشر رواه البخاري
و أما النار
فالمشهور في ألسنة الجمهور أنها في الأرض السابعة.
[1]و ذلك لأن كلها صور صرفة بلا مادة و هكذا فيما يأتي من
الأخبار، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 325