نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 276
و الحمرة في الفحم و الأرواح كامنة في الصور البرزخية كلها كمون
الاشتعال و الإنارة في الحرارة ففي النفخة الأولى زالت الصور الطبيعية بالإماتة
كزوال هيئة السواد و البرودة للفحم بحصول الحمرة و الحرارة و استعدت الصور
البرزخية لقبول الاستنارة بالأرواح استعداد الفحم المحمر المتسخن لقبول الاشتعال
فإذا نفخ إسرافيل و هو المنشئ للأرواح في الصور نفخة ثانية تستنير بالأرواح
البارزة القائمة بذاتها كما قال تعالىفَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ.
قال الشيخ العربي في الفتوحات المكية النفخة نفختان نفخة تطفئ النار
و نفخة تشعلها فإذا تهيأت هذه الصور كانت فتيلة استعدادها لقبول الأرواح كاستعداد
الحشيش بالنار التي كمنت فيه لقبول الاشتعال و الصور البرزخية كالسرج مشتعلة
بالأرواح التي فيها فينفخ إسرافيل نفخة واحدة فتمر على تلك الصور فتطفئها و تمر
النفخة التي تليها- و هي الأخرى على الصور المستعدة للاشتعال و هي النشأة الأخرى
فتشتعل بأرواحها- فإذا هم قيام ينظرون فتقوم تلك الصور أحياء ناطقة بما ينطقها
الله فمن ناطق بالحمد لله و من ناطق يقول من بعثنا من مرقدنا و من ناطق بالحمد لله
الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور و كل ينطق بحسب حاله و ما كان عليه و نسي
حاله في البرزخ- و يتخيل أن ذلك منام كما يتخيله المستيقظ و قد كان عند موته و
انتقاله إلى البرزخ- كالمستيقظ هناك و أن الحياة الدنيا كانت له كالمنام و في
الآخرة يعتقد في أمر الدنيا- و البرزخ أنه منام في منام.
و قال في موضع آخر منها بعد ذكر الناقور و الصور و ليعلم بعد ما
قررناه أن الله تعالى إذا قبض الأرواح من هذه الأجسام الطبيعية و العنصرية أودعها
صورا أخذها في مجموع هذا[1]القرن
النوري فجميع ما يدركه الإنسان بعد الموت في البرزخ من الأمور يدركها بعين الصورة
التي[2]هو بها في
القرن و النفخة نفختان نفخة تطفئ النار و نفخة
[1]و ما ورد أن في هذا القرن نقرا بعدد الخلائق إشارة إلى
هذا، س ره
[2]أي بذات الصورة و باطن ذاتها أو بباصرة تلك الصورة
المثالية و حينئذ إطلاق العين إما من باب التغليب و إما من باب أن كل مشعر هناك
عين المشاعر الأخرى، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 276