responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 223

و الضياء يكون قبوله لما يقلبه في أسرع زمان بل في آن و ما يقبله من الألوان و الأشكال- هي أشد روحانية و قربا من عالم الروحانيات و كذا الروح النفساني المنبعث من تجويف القلب الصاعد إلى تجويف الدماغ هو ألطف و أشرف مما سبق من المذكورات الثلاثة- فيقبل جميع ما قبلتها الثلاثة من الكيفيات و الطعوم و الروائح و الألوان على وجه ألطف و أشرف و إلى هاهنا تنتهي لطافة المواد [1] الجسمانية الطبيعية و هذا أيضا باب يخفى‌ [2] على كثير من الناظرين في العلوم فلا يصرفون إعمال رؤيتهم فيه و لا ينظرون بعين التأمل و الاعتبار حتى ينكشف لهم أن جوهر النفس له مراتب متفاوتة في قوة الوجود و ضعفه و كمال اللطافة و نقصها و أن أدنى مراتب اللطافة في النفس هو أشد بكثير من لطافة جوهر النور الحسي و لذلك يقبل رسوم سائر المحسوسات و المتخيلات و المعقولات عند تكونها في مراتب أنوار الحس و الخيال و العقل فأول مادة تقبل النشأة الآخرة هي القوة الخيالية من النفس فيتمثل لها و تقوم بها أمثلة المحسوسات- و صورها المفارقة عن موادها.

و اعلم أن الفرق بين هيولى الصور الدنيوية و هيولى الآخرة غير ما ذكرناه بأمور أخرى.

و منها أن ما يحل هذه الهيولى لا يحلها إلا بعد حركة استعدادية

و زمان سابق و جهات قابلية و أسباب خارجية بخلاف المادة الأخروية فإن الصور الفائضة عليها- إنما تفيض عليها من المبدإ الفياض من جهة المقومات و الأسباب الداخلية [3] و جهاتها الفاعلية على وجه اللزوم عند تأكدها.


[1] المراد بالمادة ما هي أعم من الموضوع للعرض، س ره‌

[2] و لو لم يخف لعلموا أن الصور الخيالية و العقلية أشرف و أتم و أكمل و أقوى- لأن مادتها أشرف و أكمل و ليس كذلك و قل من يتفطن به و تتراءى أضعف و أخس سيما عند الأوهام العامية و أيضا هذا الضعف أيضا ما دام كون الصور الذهنية مرائي لحاظ الخارجيات و لو كانت ملحوظات بالذات لعكس الأمر لا سيما المعقولات الدائمات المحيطات المجردات عن القشور و السلاسل و الأغلال، س ره‌

[3] هي الأخلاق و الملكات، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست