نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 18
الفاسدة و الجهالات الراسخة.
و توضيح ما ذكرناه أنه ما من نفس إنسانية إلا و لها وجود استقلالي
بعد موتها الطبيعي- عن هذا البدن و لها بحسب ما لها من الأفعال و الأعمال المؤدية
إلى الأخلاق و الملكات- نوع تحصل في الوجود و الفعلية سواء كانت تلك الأخلاق فاضلة
ملكية أو شيطانية أو سبعية أو بهيمية فإن خرجت النفس الإنسانية في مدة كونها
العنصري و حياتها الطبيعية و نشأتها الدنيوية عن القوة الهيولانية التي كانت لها
في أصل هذه الفطرة- و صارت بالفعل بحسب ما حصل لها من الملكات تصورت بصورة شيء من
هذه الأجناس التي تحتها أنواع كثيرة تصورا غير طبيعي و لا مادي لأنها تصير عند
انقطاعها عن الدنيا صورة بلا مادة و فعلا بلا قوة سواء كانت سعيدة أو شقية متنعمة
بلوازم أخلاقها الشريفة- و نتائج أعمالها الحسنة أو معذبة بلوازم أخلاقها الردية و
نتائج أعمالها السيئة.
فإن قلت كل صورة بلا مادة فهو عقل محض فيكون جوهرا كاملا في عالم
القدس فكيف يكون من الأشقياء.
قلت المادة عبارة عن محل الانفعالات و الحركات للأمور الكائنة
الفاسدة و للتجرد عنها لا يستلزم التجرد عن المقادير و الأبعاد مطلقا كما في الصور
العقلية و أما الأبدان الأخروية المناسبة لأخلاق النفوس فهي ليست مواد لتلك النفوس
حاملة لقوة كمالاتها و هيئاتها بل هي أشباح[1]ظلية و قوالب مثالية وجودها للنفس كوجود الظل من
[1]فكان النفس أول ما تنزلت و طفقت أن تتصور بعد ما كانت من
عالم المعنى الذي لا صورة له و أخذت أن تتكاثف بعد ما كانت في غاية اللطافة و جعلت
أن تنخلق بعد ما كانت من عالم الأمر تشبحت بتلك الصور اللطيفة التي هي صور صرفة
بلا مادة- ثم تكدرت و تجسمت بالصور الظلمانية التي هي بشركة المادة إذ لا ربط بين
هذه الظلمة و ذلك النور إلا بتخلل هذا الرابط و كذا في الحركة الصعودية لا يطفر
الطبيعة و هذا بوجه بعيد كغيم رقيق ينشأ من نفس الهواء الصافي الذي لا بخار و لا
دخان فيه بأن يضربه البرد الشديد و يصير نفسه مادة للغيم الرقيق الأبيض كما قرر في
مبحث الانقلابات- و كغيم غليظ يحصل في الهواء لا من الهواء بل من بخار و دخان و
ينفذ فيه الغيم الرقيق و الهواء اللطيف الحامل للضوء فكان النفس صورة نفسه فصارت
مثالا و كثف المثال نفسه فصار جسما طبيعيا، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 18