نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 17
فإن قلت صيرورة الإنسان بهيمة ناقصة لا يلزم أن يكون بحسب الحركة
الذاتية- بل ربما يكون قسرا و إجبارا.
أقول هذا غير جائز بوجهين- الأول أن مثل هذه الأشياء لا يكون دائميا
و لا أكثريا كما بين في موضعه- و الذي ذهبوا[1]إليه من الانتقال النزولي إنما يكون في أكثر أفراد النفوس
الإنسانية- و أهل الارتقاء الاستكمالية إلى الملكوت الأعلى قليل عندهم كما أن عدد
المقربين الكاملين في العلم قليل عندنا أيضا.
و الثاني أن هذه الحركة[2]الوجودية
الاستكمالية لا يصادمها ما دام وجود الموضوع قسر قاسر و لا إجبار و لا اتفاق إلا
القواطع التي يوجب العدم و الهلاك و الانقطاع- و عند ذلك لم يبق للشيء حركة و
استكمال غير ما حصل في مدة الكون لا الانحطاط و النزول عما كان سابقا.
فإن قلت فإذا كانت النفوس كلها مترقية متوجهة نحو الكمال الوجودي حتى
الفسقة و الجهال و الأرذال فما وجه الشقاوة الأخروية.
أقول منشأ الشقاوة أيضا ضرب من الكمال لأن النفس و إن استقلت بضرب من
الوجود لكن لما اعتادت في هذه النشأة بأفعال و أعمال قبيحة شهوية أو غضبية أو
تمكنت فيه العقائد الفاسدة فعند خروجها عن الدنيا و رفع الغشاوة عن بصرها تتعذب
بما يتبعها من سوء العادات و الشوق إلى المشتهيات الخسيسة الدنياوية و
بالاعتقادات
[1]فليراجع في تعليقة هذا المورد إلى الصحيفة المقابل بنفس
هذا الرقم 1 حيث جعلت هنالك اشتباها
[2]أنما لا تقبل هذه الحركة الذاتية و التجدد الجوهري قسرا و
مانعا إذ ما فيه الحركة فيها كموضوعها نفس ذات الشيء فلا يبقى شيء عند المنع و
القسر اعلم أنه قدس سره كثيرا ما يقول في أمثال هذا المقام إن القسر لا يكون دائما
و لا أكثريا فلا بد أن يصل الشيء إلى غايته و ملائم ذاته و هاهنا قد خرج من كلامه
أن لا قسر أصلا في الحركة الوجودية و التوفيق أن إثبات قسر ما باعتبار أصل الطبيعة
النوعية و سلبه رأسا باعتبار الماهية الموجودة الشخصية و أن هذا التجدد ذاتي هذا
الوجود ما دام هذا الوجود و الذاتي ملائم الذات أو القسر باعتبار الحركات العرضية
لا الجوهرية، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 17