responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 175

الجامعين بين الذوق و البرهان و هو الإذعان اليقيني بأن هذه الصور التي أخبرت بها الشريعة و أنذرت بها النبوة موجودات عينية و ثابتات حقيقية و هي في باب الموجودية و التحقق أقوى و أتم و أشد و أدوم من موجودات هذا العالم و هي الصور المادية بل لا نسبة بينهما في قوة الوجود و ثباته و دوامه و ترتب الأثر عليه و هي على درجات بعضها صور عقلية هي جنة الموحدين المقربين و بعضها صور حسية ملذة هي جنة أصحاب اليمين و أهل السلامة و المسلمين أو مؤلمة هي جحيم أصحاب الشمال من الفاسقين أو الضالين و المكذبين بيوم الدين و لكن ليست محسوساتها كمحسوسات هذا العالم بحيث يمكن أن يرى بهذه الأبصار الفانية و الحواس الداثرة البالية كما ذهب إليه الظاهريون المسلمون و لا أنها أمور خيالية و موجودات‌ [1] مثالية لا وجود لها في العين كما يراه بعض أتباع الرواقيين و تبعهم آخرون و لا أنها أمور عقلية أو حالات معنوية و كمالات نفسانية و ليست بصور و أشكال جسمانية و هيئات مقدارية كما يراه جمهور المتفلسفين من أتباع المشائيين بل إنما هو صور عينية جوهرية موجودة لا في هذا العالم الهيولاني محسوسة لا بهذه الحواس الطبيعية بل موجودة في عالم الآخرة محسوسة بحواس أخروية نسبة الحاس إلى الحاس كنسبة المحسوس إلى المحسوس و عالم الآخرة جنس لعوالم كثيرة كل منها مع تفاضلها أعظم و أشرف من هذا العالم و كذلك للإنسان و حواسه نشئات كثيرة غير هذه النشأة الهيولية المستحيلة الكائنة الفاسدة و لذلك قال تعالى‌ عَلى‌ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ‌ و قال تعالى‌ وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلًا و قال تعالى بعد خلق النطفة و العلقة و المضغة و هي أطوار طبيعية مادية ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‌ إشارة إلى شرف نشأة الروح و قال تعالى‌ وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً ثم نشأة الولاية لمن يفوز بها نشأة أخرى أعلى عن نشأة أصل الروح ثم نشأة النبوة و ظهور خاصيتها أشرف من نشأة أصل الولاية و الله تعالى منشئ النشئات و باعث الأموات‌


[1] أي في المثال الأصغر و هو الخيال الإنساني فهو عبارة أخرى لأمور خيالية- و مع ذلك قد أكدها بقوله لا وجود لها في العين فلا يرد أن الموجودات الأخروية مثل معلقة لا يكون غير ذلك و ينادي به أبدا فكيف نفاه و ذلك لأن ما نفاه أن يكون أمورا خيالية لا معنون لها و مثلا ضعيفة من المثال المقيد، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست