responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 147

فصل (7) في بيان السعادة و الشقاوة الحسيتين الأخرويتين دون العقليتين الحقيقيتين‌

إن النفوس الجاهلة جهلا بسيطا دون ما هو مضاد للحق إن كانت هيولانية محضة و لم تحدث هيئة عقلية و لا علم أولى ففي بقائها وقع التردد و الاختلاف بين الفلاسفة- و المنقول من الإسكندر الأفروديسي و هو من أعاظم تلامذة معلم المشائيين القول بعدمها و فسادها و الشيخ الرئيس أيضا مال إلى هذا الرأي في بعض رسائله الموسومة بالمجالس السبعة و قد أشرنا إلى أن النشأة الآخرة لو كانت منحصرة في النشأة العقلية لكان القول ببطلان هذه الساذجة لازما اضطراريا لأن وجود الشي‌ء في كل نشأة أنما يكون بصورته لا بهيولاه لكن قد علمت أن بعد هذه النشأة التعلقية المتجددة الكائنة الفاسدة عالمان صوريان مستقلان باقيان غير داثرين أحدهما دار المعقولات و الثاني دار المحسوسات الصرفة التي لا مادة لها و لا حافظ إياها إلا النفس لأن وجودها وجود إدراكي و هو نفس محسوسيتها و المحسوس بما هو محسوس وجوده بعينه وجوده للجوهر الحاس و هو النفس فالنفس هي الحافظة و المبقية للصور الحسية هناك من غير مادة كما أن العقل هو الحافظ المبقى بإذن الله للنفس من غير حامل أو بدن فلا حاجة للأشياء الموجودة في هذا العالم إلا بأسبابها [1] الفاعلة و جهاتها دون الأسباب القابلة و القوى و الاستعدادات فإذن هذه النفس باقية بعد البدن و لم يترسخ فيها هيئات بدنية و رذائل نفسانية حتى تكون متأذية بها معذبة بسببها لمنافاتها و مضادتها لجوهر النفس من حيث فطرتها الأصلية النورانية و لا يمكن أيضا أن تكون معطلة لا تفعل و لا تنفعل إذ لا معطل في الوجود فلها بقدر حظها من الوجود حظ من اللذة و السعادة و قد مر أن الوجود لذيذ إن حصل و كماله ألذ و هذه النفس وجودها لها لا لشي‌ء آخر لكونها غير مادية- فاللذة حاصلة لها بقدر وجودها و وجود ما معها إن كان بلا مانع أو مشوش لكنها ضعيفة


[1] و جهاتها هي الملكات الحميدة و الرذيلة للنفس، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست