نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 108
بتوسط الحواس و هي قوة لا تتجزى لأنها لا تفعل فعلها بآلة لشدة
روحانيتها و لذلك صارت الحسائس كلها ينتهي إليها فتعرف الأشياء التي تؤدى إليها
الحسائس و تميزها معا من غير أن تنفعل آثار الأشياء المحسوسة فلذلك صارت هذه القوة
تعرف الأشياء المحسوسات و تميزها معا في دفعة واحدة انتهى قوله.
أقول إن ما ذكره تحقيق شريف نافع جدا ينتفع به في كثير من المطالب
مع تبدل ذاته في كل آن و هي التي عجز عن دركها الشيخ الرئيس بفرط
ذكائه و شدة فهمه و لطافة طبعه فقال عند سؤال بهمنيار عنه في تجويز تبدل الذات لا
يلزمني جوابك لأني لست بمسئول عنه حين الجواب.
و اعلم أن هذه الدقيقة و أمثالها من أحكام الموجودات لا يمكن الوصول
إليها إلا بمكاشفات باطنية و مشاهدات سرية و معاينات وجودية و لا يكفي فيها حفظ
القواعد البحثية- و أحكام المفهومات الذاتية[4]و العرضية و هذه المكاشفات و المشاهدات لا تحصل إلا
[1]إذ هذا البدن الدنيوي طبيعي ظلماني و البدن الأخروي صوري
علمي إن الدار الآخرة لهي الحيوان و مع التفاوت بحسب النشأة أحدهما هو الآخر و حشر
ذلك حشر هذا فإن المشخص هو النفس و هي فيهما واحدة كما يأتي، س ره
[2]إذ فهم من كلماته سابقة و لاحقة أن بينونتهما صفتية لا
عزلية و لهذا وحدة العلة و ثباتها وحدة المعلول و ثباته حتى إن عند ذوق المتألهين
أي القائل بأن وجود الممكن- بالانتساب إلى الواجب تشخصه بالفاعل و عندنا التشخص
بالفاعل معناه أنه بوجود من صقع الفاعل فإنه ربط محض به و متقوم تقوما وجوديا به،
س ره
و أيضا التبدل على سبيل الاتصال و الاتصال الوحداني مساوق للوحدة
الشخصية- و أيضا باق باعتبار الهيولى المستبقاة بواحد بالخصوص و بواحد بالعموم و
باعتبار وجه الله الباقي، س ره
[4]أي الحدود و الرسوم يعني لا يكفي حفظ مفهوم العقل الفعال
مثلا و أنه غير محتاج إلى المادة ذاتا و فعلا و أنه لا حالة منتظرة له و أن له
كلية بالنسبة إلى العقول بالفعل الجزئية و غير ذلك من ذاته و أعراضه و إن صار ذلك
العلم ملكة بل لا بد و أن تصير النفس غنية عن البدن و قواه نافية للأغراض الجزئية
مترفعة عن الغايات الوهمية- محصلة للسعة الوجودية متصلة به باقية ببقائه بل ببقاء
الله لأن العقل الكلي كلمة الله- و قدرة الله و مشية الله و بالجملة تخلقوا بأخلاق
الروحانيين بل بأخلاق الله، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 9 صفحه : 108