responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 10

كذلك على الوجه الأولى و لأنها تابعة للأمور المذكورة لكن هذه الكيفيات الاستعدادية من الأمزجة و غيرها مخصصات و ماهيات لتأثير المؤثر العقلي فحدوث كل صورة أو نفس من المبدإ الدائم الفيض لا يتوقف إلا على استعدادات القوابل و الذي يقبل النفس هو البدن- فإذن متى حصل في البدن مزاج صالح لقبولها فبالضرورة يفيض عليه من الواهب النفس المدبرة من غير مهلة و لا تراخ البتة كفيضان النور من الشمس على قابل مقابل لها فإذا حدث البدن و فرضنا أن نفسا تعلقت به على سبيل التناسخ فلا بد أن يفيض عليه نفس أخرى من المبدإ على الوجه الذي بيناه فيلزم أن يكون لبدن واحد نفسان و ذلك باطل لما مضى أن لكل بدن نفسا واحدة سيما على طريقتنا من كون كل نفس هي نحو وجود البدن الذي لها و تشخصه و لا يمكن أن يكون لوجود واحد ذاتان و وجودان- و ما من شخص إلا و يشعر بنفس و ذات واحدة له و ليس لأحد منهم أن يقول النفس المتناسخة منعت من حدوث النفس الأخرى إذ ليس إحداهما بالمنع أولى من الأخرى- و قد أشرنا إلى أن استعداد المادة البدنية لقبول النفس من الواهب للصور يجري مجرى استعداد الجدار لقبول نور الشمس استقامة أو انعكاسا إذا رفع الحجاب من وجهه فإن كان عند ارتفاع الحجاب ثم جسم صقيل ينعكس منه نور الشمس الواقع عليه إلى ذلك الجدار أشرق عليه النوران الشمسيان الاستقامي و الانعكاسي و لا يمنع في وقوع النور الانعكاسي وقوع النور الاستقامي عليه فكذلك قياس ما نحن فيه لكن اجتماع النفسين ممتنع فالتناسخ ممتنع مطلقا سواء كان على وجه الصعود أو لا.

و أما منع كلية المقدمة المذكورة [1] أي فيضان الأمر على القابل الإنساني من‌


[1] المنع الأول كان منع اجتماع نفسين لمانعية النفس المتناسخة من الجديدة- لا يمنع استعداد القابل للجديدة ابتداء و هذا المنع منع استعداد القابل للجديدة مسندا بأنه إذا كان قابلا للجديدة لا يكون القابل الشريف الإنساني ذا نفس لها الدرجات الثلاث النباتية و الحيوانية و الإنسانية بخلاف ما إذا كان قابلا للنفس المتناسخة أو مسندا بأنه إذا كانت مادة النبات قابلة للفيض الجديد فالقابل الإنساني لا يستعد إلا للمتناسخة على مذهبهم و إن كان هو قابلا له كما في التناسخ على وجه النزول فالقابل النباتي لا يستعد إلا للمتناسخة فتخصيص المنع بالقابل الإنساني على سبيل التمثيل لكن لا يجوز دعوى الأولوية في النبات و يرد عليهم أن القابل النباتي إذا كان مستحقا للفيض الجديد لزم اجتماع نفسين نباتيتين في القابل الإنساني إذ الطفرة ممتنعة فالقابل الإنساني حاله في حركاته و استعداداته للنفس النباتية الجديدة بعد طي مراتب الجمادية ليست إلا كحال مادة النبات النوعي في استفاضتها الفيض الجديد من الفياض فيلزم التخصيص من غير مخصص و بالجملة لا صعوبة لهذا المنع و إن ارتضاه الغزالي كما سيأتي في مباحث المعاد، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 9  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست