responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 321

فصارت نفسا محلا للنطق و الإلهام قال تعالى‌ وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها فتسويتها بورود الروح الإنساني عليها و اقتطاعها عن جنس أرواح الحيوانات فتكونت النفس بتكوين الله من الروح العلوي في عالم الأمر و صار تكونها منه في عالم الأمر- كتكون حواء من آدم ع في عالم الخلق و صار بينهما من التأليف و التعاشق كما بين آدم و حواء و صار كل واحد منهما يذوق الموت بمفارقة صاحبه قال الله تعالى- وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فسكن آدم إلى حواء و سكن الروح العلوي إلى الروح الحيواني و صيره نفسا و يتكون‌ [1] من سكون الروح إلى النفس القلب و أعني بهذا القلب اللطيفة التي محلها المضغة اللحمية فالمضغة اللحمية من عالم الخلق و هذه اللطيفة من عالم الأمر و كان تكون القلب من الروح و النفس في عالم الأمر كتكون الذرية من آدم و حواء في عالم الخلق و لو لا المساكنة بين الزوجين الذين أحدهما الروح و الآخر النفس- ما تكون القلب فمن القلب متطلع إلى الأب الذي هو الروح العلوي ميال إليه و هو القلب المؤيد الذي ذكره رسول الله ص فيما رواه حذيفة

قال ص: القلوب أربعة قلب أجرد فيه سراج يزهر

[2]

فذلك قلب المؤمن و قلب أسود منكوس فذلك قلب الكافر


[1] بمقتضى النكاح الساري في جميع الذراري، س ره‌

[2] و هو نور التوحيد و ما أوفق و أطبق الشكل الصنوبري الذي أشير بالسراج إليه للقلب لأن قلب المؤمن العارف و الحكيم عالم عقلي مضاه للعالم العيني و عالم الوجود العيني كمخروط نور رأسه عند الواجب تعالى و قاعدته عند المواد لأنه كلما قرب إلى الواجب- غلب أحكام الوجوب من الوحدة و البساطة و كلما قرب من المواد غلب أحكام الإمكان من الكثرة و التركيب و إنما كان قلب الكافر أسود لأن العالم في حقه كمخروط ظلمة- و إنما كان منكوسا لإخلاده إلى عالم الكثرات بلا نظر إلى وحدة جامعة لها و إقباله إلى عالم الصورة بلا توجه و نيل لمعنى مكتس بها اعلم أن للكفر أنواعا كما ضبطها بعض المحققين- فإن من لم تصل إليه الدعوة النبوية و لو في بعض الأمور لعدم سماعه أو لعدم فهمه فهو كافر كفر جهالة و هو أهون الكفار عذابا بل لا عذاب لأكثرهم لكونهم مستضعفين و من وصلت إليه الدعوة و لم يصدق و لو ببعضها إما لاستكبار أو تقليد و تعصب للأسلاف أو غير ذلك فهو كافر كفر جحود و عذابه عظيم و من وصلت إليه الدعوة و صدقها بلسانه و ظاهره لعصمة ماله و دمه و غير ذلك و أنكرها بقلبه و باطنه فهو كافر كفر نفاق و هو أشدهم عذابا و عذابه أليم و من وصلت إليه الدعوة فاعتقدها بقلبه لظهور حقيتها و جحد و لو بعضها بلسانه و لم يعترف حسدا و بغيا أو تقليدا أو غير ذلك فهو كافر كفر تهود و عذابه قريب من عذاب المنافق- و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه و قلبه و لكن لا يكون على بصيرة من دينه إما لسوء فهمه أو لاستبداده بالرأي أو لأخذه من قرناء السوء أو غير ذلك فهو كافر كفر ضلالة و عذابه على قدر ضلالته و من وصلت إليه الدعوة و صدقها بلسانه و قلبه على بصيرة و اتباع للإمام أو نائبه إلا أنه لم يمتثل جميع الأوامر و النواهي بعد اعترافه بقبح فعله فهو كافر كفر فسوق- و قد يطلق الكفر و عدم الإيمان في الكتاب و السنة أيضا عليه كما قال تعالى‌ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ‌

و قال النبي ص: لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن‌

و عند بعض المتكلمين مرتكب الكبائر كافر و عند بعضهم لا مؤمن و لا كافر ثم إن هذا أيضا له العذاب و إن رفع عنه الخلود إذا علمت هذا فاعلم أن إطلاق قوله ص و قلب أسود منكوس فذلك قلب الكافر يشمل الجميع و إنما أخرج قلب المنافق بقسميه لأن كفر النفاق أشد أنواع الكفر و إنما جعل الأول المربوط على علاقة لأنه حيث لا يظهر مقتضيات كفره الباطني كان قلبه المحبوس كدابة مربوطة على وتد في محبس لا يفك عنقه أبدا.

إن قلت الكافر بكفر التهود أيضا كالمنافق قلبه مربوط على علاقة حيث إنه يضمر شيئا و يبرز آخر.

قلت أما أولا فقد ذكرنا أنه ص يخرجه من الإطلاق لعدم بلوغه إلى حد النفاق في الفضاعة المستحق للذكر على حدة و أما ثانيا فبمجرد اعتقاده الحقية لا يعد مؤمنا بل كافرا و يظهر مقتضيات كفره بخلاف المنافق و قد عده الله تعالى كافرا و جعل مثواه الدرك الأسفل من النار ثم إن القلب المصفح في القلوب كالنفس اللوامة في النفوس، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 8  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست