نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 320
مؤديا إلى تصور النفس بصورة فاسدة مظلمة و نتيجة[1]باطلة و هو من فعل الشيطان- و هذه
الحركات لا تنافي تجرد النفوس.
و قال الشيخ الغزالي
إن الروح إذا فارقت الأبدان تحمل[2]معها القوة الوهمية بتوسط النطقية فتكون حينئذ مطالعة
للمعاني المحسوسة لأن تجردها من هيئة البدن غير ممكن و هي عند الموت شاعرة بالموت
و بعد الموت متخيلة نفسها مقبورة و يتصور جميع ما كانت تعتقده حال الحياة و تحس
بالثواب و العقاب في القبر و هذا كلام صحيح برهاني- يؤيد ما ذهبنا إليه من تجرد
القوة الخيالية و ما يصحبها و سيرد زيادة تحقيق و إيضاح له.
و قال صاحب العوارف و المعارف
ما وجدناه أيضا في كتاب الطواسين و اليواسين- و هو أن الروح[3]العلوي السماوي من عالم الأمر و الروح
الحيواني البشري من عالم الخلق و هو محل الروح العلوي و مورده و هذا الروح
الحيواني جسماني لطيف- حامل لقوة الحس و الحركة و هذا الروح لسائر الحيوانات و منه
يفيض قوى الحواس- و هو الذي قواه الغذاء و يتصرف فيه بعلم الطب و به اعتدال مزاج
الأخلاط و لورود الروح الإنساني على هذا الروح تجنس[4]و باين أرواح الحيوانات و اكتسب صفة أخرى
[2]إشارة إلى رد شبهة القائل بالمعاد الروحاني فقط من أن درك
اللذائذ أو المؤلمات الجسمانية يتوقف على المدارك الجزئية إذ العاقلة مجردة و
المجرد لا يدرك إلا الكليات و إن أدرك الجزئي فعلى وجه كلي و المدارك الجزئية قوى
جسمانية تنحل بانحلال البدن و تدثر بدثوره ظاهرة كانت أو باطنة فكيف يدرك اللذائذ
أو المؤلمات الجزئية- بيان الرد أن القوى المدركة للجزئيات ليست منحصرة في هذه
المدارك المادية بل للنفس في ذاتها قوى و مشاعر جزئية مجردة و لكن لا كتجرد
العاقلة فيشاهد المأكل الشهي و المطعم الهنيء و المنكح البهي إن كان سعيدا و
مقابلها إن كان شقيا كل ذلك على وجه جزئي محسوس- و إليه أشار بقوله تحمل معها
القوة الوهمية و لأنها رئيس القوى الجزئية خصها بالذكر و إلا فتحمل معها جميع
القوى و المشاعر، س ره
[3]المراد به النفس الناطقة باعتبار مقامها التجردي و بالروح
الحيواني النفس الحساسة و بمورده الجسماني اللطيف الحامل لقوتي الحس و الحركة
الروح البخاري الذي هو مطية القوى، س ره
[4]أي لورود الروح الأمري على الروح الحيواني صار الروح
الحيواني جنسا آخر أي نوعا آخر بأن يكون المراد بالجنس معناه اللغوي أو كان الروح
الحيواني جنسا مصطلحا و باين الروح الأمري الذي هو الفصل الحقيقي عن أرواح الحيوانات
الأخر، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 8 صفحه : 320