نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 141
أما تأملت يا عارف في ملكوت السماوات و ملكها و ما فيها من الكواكب و
قوام جوهرها و إشراق نورها و طاعتها للباري في الحركات عشقا و شوقا إلى المبدع- أ
ما تسمع كلام الله في تعظيمها و تعظيم النجوم في كتابه فكم من سورة ذكر فيها عظم
أمر السماء و جلالة قدرها و كم أقسم بها في القرآن كقوله تعالىوَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ الْقَمَرِ
إِذا تَلاهاو قولهوَ النَّجْمِ إِذا هَوىو قولهفَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌثم أثنى على
المتفكرين فيهاوَ
يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِو ذم المعرضين عن التدبر فيهاوَ هُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَو جعلهاسَقْفاً
مَحْفُوظاًورَفَعَ سَمْكَهاو حفظها من ولوج الشياطين لكونها معبد الملائكة و موضع القدس و
الطهارة و أهلها أهل التسبيح و التقديس لا يدخل مسجدهم الحرام[1]أرجاس الكفر و أوساخ الشرك من النفوس
الخبيثة الشيطانية كما لا يدخل المشركون الأنجاس مساجد الأرض كما قالإِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا
يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَفانظر
إلى ملكوت السماء لترى عجائب العز و الجبروت و أطل فكرك في الملك فعسى أن ينفتح لك
أبواب السماء فتدخل الجنة و تخرج إلى عالم النور من هذه الهاوية المظلمة فتجول
بقلبك في أقطارها إلى أن تقوم بين يدي عرش الرحمن فعند ذلك نرجو لك أن تبلغ رتبة
الأقصى- و لا يكون ذلك إلا بعد مجاوزتك عن مراتب العالم الأدنى
ثم الدلائل الدالة على شرف عالم السماء أكثر من أن تحصى
و كذا منافعها بالقياس إلى الإنسان.
فمنها ما أشار إليه سبحانه من أن خلقها مشتمل على حكم بليغة و
غايات صحيحة
بقولهرَبَّنا
ما خَلَقْتَ هذا باطِلًاو قولهوَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ
الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[1]لا يمكنها الدخول هناك باعتبار أشخاصها و أشخاص موادها
المتعصية المتباينة عن السماوية و إن أمكن لنوع النفوس الإنسانية و هكذا في كثير
من الاستعدادات فقوله تعالىفَلا
يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَفي حقها نهي تسخير، س قده
[2]التأويل أن النفوس القدسية لها السماوية العليا إلا أنها
باعتبار التعلق بعالم الطبيعة سماء الدنيا بخلاف العقول لأن لها الترفع التام ذاتا
و توجها فإن توجهها إلى فوقها فحسب حسبنا الله و نعم الوكيل و تزيينها بالمصابيح
تنورها بنور العلم و صفاته و أفعاله و من أفعاله النفوس الكلية الإلهية هي الآيات
الكبرى و رجمها للشياطين دفع الشكوك و الشبهات بنور البراهين، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 141