و مرتقى الكلمات الطيبات و هي النفوس الكاملة بالعلم و العمل لقولهمَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ[1]و قولهإِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ.
و منها أنها قبلة الدعاء و محل الضياء
و السناء و منها أهبط الله الأنوار و الألوان- إلى عالم الأرض و جعل
ألوانها أحسن الألوان و أشكالها أحسن الأشكال و أصواتها أحسن الأصوات و نعماتها
ألذ النعمات و جميع كيفياتها أحسن الكيفيات و أمكنتها أعلى الأماكن لارتفاعها عن
الأضداد و أمنها من الفساد و منافع للعباد.
و منها أن جعلها علامات يهتدى بها في ظلمات البر و البحر
و إن قيض للشمس طلوعا- فسهل معه التقلب لقضاء الأوطار في الأطراف و
غروبا يصلح معه الهدوء و القران في الأكناف- لتحصيل الراحة و انبعاث القوة الهاضمة
و تنفيذ الغذاء إلى الأعضاء و للهرب عن الأعداء- كما قالوَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاًو قالوَ جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناًو أيضا لو لا طلوع الشمس لانجمدت المياه و غلبت البرودة و الكثافة و
أفضت إلى جمود الحرارة الغريزية و انكسارها و لو لا الغروب لحميت الأرض حتى يحترق
كل من عليها من حيوان فهو بمنزلة سراج يوضع لأهل بيت بمقدار حاجتهم ثم يرفع عنهم
ليستقروا
[1]المراد بثبات الأصل و سماوية الفرع في الكلمة الظاهرة
كونها كيفية محسوسة أو نفسانية محدودة و أثرها نافذا إلى تخوم القلب المعنوي و
صيرورتها عقلا بسيطا محيطا و في الكلمة الباطنة التكوينية ثبات الأصل و غيره جمود
مقامها الطبيعي و بسط مقامها الروحاني- أو ثبات أصلها المحفوظ و نشر شئونها، س
قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 142