responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 140

من هذه الأشكال و كذا طعومها و روائحها و أصواتها [1] على وجه أعلى و أشرف مما يلينا من هذه المحسوسات لكونها نازلة إلى الأرض منها فهي هناك ألطف و أصفى و أبسط و ما من صورة على وجه الأرض إلا و لها المثل الأعلى في السماوات و ما من كوكب إلا و لله حكم كثيرة في خلقه و صورته ثم في مقداره و شكله ثم في وضعه و نسبته إلى كوكب آخر و قربه و بعده من وسط السماء و قس تلك الحكم التي فيها على الحكم التي روعيت في أعضاء بدنك مع حقارته و أمر السماء أعظم و أجل من الإنسان بما لا يحصى- كما قال تعالى‌ أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها.

بل من جملة ما في عالم الأرض و قس التفاوت فيما بينها من عجائب الترتيب- و حسن النظام و بديع الفطرة على التفاوت فيما بينهما في المقدار و اللطافة.


[1] كون الصوت هناك وجهه غير خفي لاصطكاكات و مماسات بين أجسامها في حركاتها- و أما الطعوم و الروائح العطرة فقد أشار إلى وجهها بأن معطي الكمال ليس فاقدا له لكن نيلها للغير ليس بأن تستذاق أو تستشم على الوجه المعهود هنا و هو أوضح بل بأن لو فرض الله- أوصل إليها صار فلكا إلا بإعجاز النبي ص فواجد حينئذ ما وجدت و ذلك لأن الأفلاك فعالة في العنصريات و وجدت من جهات القهر التي في المبادي فهي أقهر من النار.

وجه آخر يذعنه المشاءون أيضا لو سمعوا لأصل وجدان الأفلاك تلك الكمالات الجسمانية- و إن لم يكن بحسب جهاتها القابلية أن يقال إن صورها في حسها أعني نفسها المنطبعة التي هي حسها و خيالها على ما بينا في حواشينا على سفر النفس لكنها فيها بنحو العلم الفعلي لا الانفعالي مثل أن ينشأ النفس الآدمية في حسه المشترك صورة وجه جميل بحيث ساقت إلى الانطباع في مادة و إن لم يكن البدن الذي تعلقت به تلك النفس ذا وجه جميل فالعالم يحكم بأن هذا الشخص واجد للصورة الجميلة بنحو أعلى و أتم من المادة المنطبع فيها أو نسبة الشي‌ء إلى فاعله بالوجوب و إلى قابله بالإمكان و الأمي الجاهل لا يحكم بأن هذا الشخص ذو وجه جميل إذ لم يره في بدنه و قس عليه المذوق و المشموم و غيرهما و من جهة كون إدراك الأفلاك فعليا قويا تفطنت بكون نفسها المنطبعة التي كخيالنا حسا فلها الخيال و الحواس كلها بهذا المعنى و إلا فالفلك بسيط و أجزاؤه متشابهة لا يمكن فيه اختلاف قوى و طبائع، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست