نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 99
فيه تلازما و كذا بين تلك الأجسام و أعراضها بل بين أكثر المحال و
أعراضها فإن استحالة الخلاء و امتناع خلو الأجسام المستقيمة الحركات عما يحدد جهات
حركاتها- يدل على التلازم بين الأرض و السماء و امتناع قيام العرض بذاته و خلو
الجوهر عن الأعراض يوجب التلازم بينهما.
و قد علمت أن اللزوم و التلازم[1]يوجب الانتهاء إلى علة واحدة فالمؤثر في عالمنا هذا لا يكون
إلا واحدا فكل جسم و جسماني ينتهي في وجوده إلى ذلك المبدإ الواحد الذي دل انتظام
أحوال السماوات و الأرض و ما بينهما على وجوده- و العقول و النفوس التي أثبتها
الحكماء إما علل متوسطة لهذه الأجسام أو صور مدبرة لها متصرفة فيها و إثبات مجردات
لا تكون عللا و لا مدبرات لهذا العالم غير معلومة الوجود بل غير موجودة[2]كما سيلوح وجهه فكل جسم و جسماني و نفس و
عقل- منته إلى مبدإ واحد هو القيوم الواجب بالذات كما دل عليه قوله تعالى-لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا
اللَّهُ لَفَسَدَتاو لعل مرجع
ضمير التثنية مجموع السماويات حتى عقولها و نفوسها و مجموع الأرضيات حتى ملكوتها و
أربابها و لا يبعد أن يراد بالفساد الانتفاء رأسا و وجه الدلالة أن المراد أنه لو
تعدد الإله تعالى عن ذلك لزم أن يكون العالم الجسماني و ما ينوط به متعددا و
اللازم باطل كما مر
[1]لأن التلازم و إن لم ينحصر فيه لكن القسم الآخر منه باطل
هاهنا قطعا إذ لا عليه لجسم بالنسبة إلى جسم آخر لأن تأثيره بمشاركة الوضع و الوضع
لا يتصور بالنسبة إلى المعدوم، س قده
[2]فإن العقل لا محالة فعال فيقتضي ظلالا لا محالة في العالم
و الملك و النفس لا جرم مدبرة في الجسم فتستلزم أجساما أخر و قد بين امتناعها فقد
أضرب قدس سره عن الأول لئلا يصير الحجة إقناعية، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 99