responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 254

أن يكون المدرك محلا للصورة المعقولة فإنك تعقل ذاتك مع أنك لست بمحل لها بل كونك محلا لها من شروط حصولها لك الذي هو مناط عقلك إياها فإن حصلت هي لك على جهة أخرى سوى الحلول فيك لعقلتها من غير حلول فيك فإذن المعلولات الذاتية للعاقل الفاعل لذاته حاصلة له من غير أن يحل فيه‌ [1] فهو عاقل إياها بأنفسها بلا حلولها فيه‌

فإذا عرفت هذه المقدمة فاعلم‌

أن الواجب لذاته لما لم يكن بين ذاته و بين عقله لذاته مغايرة بل كان عقله لذاته هو نفس ذاته فكذلك لا مغايرة بين وجود المعلول الأول و بين تعقل الواجب له إذ عقله لذاته علة عقله لمعلوله الأول كما أن ذاته علة ذات المعلول الأول فإذا حكمت باتحاد العلتين فاحكم باتحاد المعلولين- فإذن وجود المعلول الأول هو نفس تعقل الواجب لذاته له من غير استيناف صورة تحل في ذات الأول تعالى عن ذلك علوا كبيرا و قد عرفت أن كل مجرد يعقل ذاته و غيره من المجردات‌ [2] فالجواهر العقلية لما كانت تعقل ما ليست بمعلولات لها بحصول‌


[1] قد سبق من المصنف قده في الفصل المعقود لما وجده قادحا في مذهب القائلين بارتسام الصور في ذاته أنه لا تفاوت بين مذهبي الشيخ الإشراقي و العلامة الطوسي قدس سره إلا أن الشيخ المذكور أجرى القاعدة في الأجسام و الجسمانيات أيضا و هذا العلامة لم يكتف بذلك بل جعل مناط علمه تعالى بها ارتسام صورها في المبادي العقلية و النفسية كما في مذهب ثاليس الملطي و إني لا أجد مخالفة بين مذهب الشيخ و العلامة و أتكلم فيما عسى أن تكون موضع الدلالة على ما نسب إليه و أبين مراده من هذه العبارات فمن جملتها هذه فإذن المعلولات الذاتية أقول التوصيف بالذاتية ليس من باب التوصيف بالصفة المخصصة بل إشارة إلى أن الكل معاليله بالذات إذ الوسائط أيضا منه و لا مؤثر في الوجود إلا الله أو المراد بها الوجودات قاطبة لأن الوجود هو المجعول بالذات عند العلامة أيضا كما نقل كلامه في أوائل السفر الأول، س قده‌

[2] لأن كل مجرد عاقل و كل مجرد معقول و لأنه لا حجاب فيما بين المجردات فكل مجرد يعقل غيره من المجردات سواء كان فوقه أو تحته أو يكافئه فهذا و قوله فالجواهر العقلية لما كانت تعقل ما ليست معلولات إلى آخره تأسيس لانتقاش الجواهر العقلية بصور ما ليست معلولات لها و أن الأول تعالى يعقلها و يعقل الصور التي فيها جميعا بالحضور لا أن علمه تعالى بمعلولاته أو علم الجواهر العقلية بمعلولاتها بحصول صورها حتى يكون علمه تعالى ببعض الأشياء حضوريا و ببعضا حصوليا كما فهم من هذه العبارات و نسب القول به إلى العلامة قده فبيان مرامه قدس سره في انتقاشها بالصور أنها أي الجواهر العقلية تعقل ما ليست بمعلولات لها بحصول صورها.

أما ما ليست معلولات لها فكالعقول الطولية التي هي فوق العقل السافل مما هي علل له- و كالعقول العرضية كل بالنسبة إلى الآخر إذ لا عليه فيها و لذا سميت طبقة متكافئة و كصنم كل منها بالنسبة إلى غير صاحبه لأن كل صنم و طلسم معلول لربه و صاحبه المعتنى به لا لصاحب الطلسم الآخر.

و أما أنها تعقل ما ليست معلولات لها فلأنه لا حجاب في المفارقات و لأن كلا منها يعقل الواجب الوجود و لا موجود إلا و هو معلول الواجب تعالى و العلم بالعلة مستلزم للعلم بالمعلول فكل معاليل الواجب تعالى لا بد و أن تكون معلومة لكل مجرد سواء كانت فوقه أو تحته و إن كان ما هو تحته معلوما له بالحضور.

و أما أنها تعقل ما ليست بمعلولات لها بحصول صورها فلأنه قد مر أنه إذا لم يكن المعلوم عينا للعالم و لا مقهورا و معلولا له لم يكن بد من استحضار صورته فلا بد أن يكون علم كل مجرد بما فوقه و بما في عرضه بالصورة إذ ليس له عليهما التسلط و الإشراق و أما الواجب تعالى فهو عالم بالكل بالحضور لأن كل موجود إما معلوله أو معلول معلوله فشرط العلم الحضوري بالغير و هو التسلط حاصل له بالنسبة إلى الكل كيف و هو يعلم ذاته و ذاته علة للمعلول الأول فيعلمه ثم يعلم المعلول الأول و هو علة للثاني و العلم بالعلة مستلزم للعلم بالمعلول- فيعلم الثاني أيضا بالحضور كالمعلول الأول و هكذا إلى آخر الموجودات و كذا كل مجرد يعلم ما دونه من معاليله بالحضور بقاعدة الإشراق و التسلط عليها و الاحتياج إلى الصور لعلمها بما فوقها فالمبادى‌ء العالية تعلم الأجسام التي هي معاليلها بالحضور فضلا عن مبدإ المبادى‌ء، س قده‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست