نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 253
زائد لكان ذاته أنور من ذاته و لو كان مدركا للأشياء بصور مرتسمة في
ذاته لكان قابلا و فاعلا فيلزم ما يلزم القول به من الشناعات.
قال و مما يدل على أن هذا القدر كاف في العلم أن الأبصار أنما هو
بمجرد إضافة ظهور الشيء الخارجي للبصر[1]عند
عدم الحجاب فإن من لم يكن الرؤية عنده- بانطباع أشباح المقادير في الجليدية و لا
بخروج الشعاع عنها يلزمه أن يعترف بأن الأبصار بمجرد مقابلة المستنير للعضو الباصر
فيقع به إضافة إشراقية للنفس إليه لا غير فإذن إضافته تعالى لكل ظاهر أبصار و
إدراك و تعدد الإضافات لا يوجب تكثرا في ذاته و لا تجددها يوجب تغيرا في ذاته كما
بين في موضعه- فلا
يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِفهذه طريقة هذا الشيخ الجليل في هذه المسألة و
تبعه العلامة الطوسي ره و غيره و حكم بصحتها كل من أتى بعده فإن العلامة الطوسي
شارح كتاب الإشارات لما رأى في إثبات الصور لذاته تعالى ورود كثر من الإشكالات و
لم يقدر على حلها و التفصي عنها حاول طريقة أخرى لتصحيح مسألة العلم فقال العاقل
كما لا يفتقر في إدراك ذاته إلى صورة غير ذاته التي هو بها هو كذلك لا يفتقر في
إدراكه لما يصدر عن ذاته لذاته إلى صورة غير صورة ذلك الصادر التي بها هو هو و
اعتبر من نفسك أنك تعقل شيئا بصورة تتصورها أو تستحضرها[2]فهي صادرة عنك لا بانفرادك مطلقا بل بمشاركة ما من غيرك و مع
ذلك فأنت تعقلها بذاتها لا بصورة أخرى لامتناع تضاعف الصور إلى غير النهاية- فإذا
كان حالك مع ما يصدر عنك بمشاركة غيرك هذه الحال فما ظنك بحال العاقل مع ما يصدر
عنه لذاته من غير مداخلة غيره فيه و ليس من شرط كل ما يعقل
[1]ليس المراد أن الأبصار بمجرد الإضافة الإشراقية فالعلم
أيضا كذلك لأنه حينئذ بصير قياسا فقهيا مع أنه ليس هذا الاستدلال أولى من العكس
بأن يقال العلم إضافة إشراقية فالأبصار كذلك بل المراد أنا أثبتنا برهانا أن
الأبصار بالإضافة الإشراقية فالآن نقول- العلم أيضا كذلك لأن علمه تعالى يرجع إلى
بصره، س قده