نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 217
المفصلة الكثيرة أنما هي ترتبت عنه على وجه ترتقي إليه و تجتمع في
واحد محض- فهي مع كثرتها اشتملت عليها أحدية الذات إذ الترتيب يجمع الكثرة في واحد
كما أشار إليه المعلم الثاني بقوله واجب الوجود مبدأ كل فيض و هو ظاهر على كل ذاته
بذاته[1]فله الكل من
حيث لا كثرة فيه فهو ينال الكل من ذاته[2]فعلمه بالكل بعد ذاته[3]و علمه بذاته نفس ذاته و يتحد الكل بالنسبة إلى ذاته فهو
الكل في وحدة.
[1]أي هو عالم بذاته و العلم بالعلة مستلزم للعلم بالمعلول
فله الكل أي العلم بالكل كما قال تعالىأَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَأي أ لا يعلم ما سواه من هو خالقها و علتهاوَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُأي و الحال أنه مجرد و كل مجرد عالم و خبير بذاته و العلم بالعلة
مستلزم للعلم بالمعلول و قول المعلم من حيث لا كثرة فيه إن كان في العلم الإجمالي
فلأن بسيط الحقيقة جامع للكل بنحو الوحدة و البساطة و لا كثرة أصلا اللهم إلا في
مفاهيم الأسماء و لوازمها التي هي الماهيات و إن كان في العلم التفصيلي الذي هو
بعد العلم الإجمالي كما هو مذهبه فلكونه على الترتيب على ما قال المصنف قده، س
قده
[2]لأن علمه الإجمالي بالكل منطو في علمه بذاته فذاته علم
تفصيلي بذاته إجمالي بما عدا ذاته و علمه التفصيلي أيضا بالكل من ذاته أي من جهة
كونه مبدأ الكل، س قده
[3]البعدية بناء على العلم التفصيلي ظاهر و أما على الإجمالي
فهي البعدية في الإثبات لا في الثبوت أي إثبات العلم بالكل أنما هو بعد إثبات ذاته
و علمه بذاته أو البعدية في الاعتبار بحسب المفهوم فإن اعتبار كونه علما بعد
اعتبار الذات من حيث هو و كذا اعتبار كونه علما بما سواه بعد اعتبار كونه علما
بذاته و هذا كما وقع من الترتيب في بعض الصفات- في أحاديث أهل العصمة ع من قولهم
علم و شاء و أراد و قدر و قضى و أمضى و نحو ذلك و كما أن عند العرفاء مرتبة الذات
من حيث هو اللاتعين البحت مقدمة على مرتبة الأسماء و الصفات.
قوله بعد ذاته ليس خبرا لقوله فعلمه بالكل بل هو حال من الكل و
قوله نفس ذاته خبر لعلمه في الموضعين أي علمه بكل الأشياء التي وجودها بعد وجود
ذاته- و كذا علمه بذاته نفس ذاته و في بعض نسخ الفصوص لم يوجد نفس ذاته و قوله و
يتحد الكل بالنسبة إلى ذاته يمكن تنزيله على العلمين الإجمالي و التفصيلي أما على
الأول فظاهر و أما على الثاني فلما ذكره المصنف قده من الترتيب المؤدي إلى الوحدة
و الأولى أن يجعل هذا الكلام من المعلم عذرا لعدم التكثر في ذاته و في علمه مع
الكثرة غير المتناهية في الأشياء و لحكاية ما به الانكشاف الواحد البسيط أعني ذاته
عن هذه المنكشفات المتكثرات و المتباينات بأنه يتحد الكل بالنسبة إلى ذاته أي من
حيث إنها مرتبطات و متعلقات بذات واحدة و أصل محفوظ فارد و سنخ باق ثابت لا يتغير
واحدة فهو كرابط ينظم شتاتها و تتصالح به مختلفاتها.
و أما قوله فهو الكل في وحدة فظاهر في مسألة بسيط الحقيقة كل
الأشياء و قد يقال و يحتمل أن يكون المراد أن الكل الذي ذكر أنه يتحد بالنسبة إلى
ذاته أي كل ما عدا الواجب- هو الكل في وحدة إذ ذاته لما كان علما بسيطا بجميعها
فيكون الكل كلا في وحدة و لا يخفى ما فيه من البعد و تفكيك الضمير، س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 217