[1]اعلم أن لهذا الكلام ظاهرا يناسب طريقة أهل النظر و يناسب
ما هو بصدد بيانه من ذكر براهين الحكماء على المطلوب و باطنا قد لمح إليه يناسب
مشرب أهل الذوق.
أما الظاهر فهو أن المراد بالطرق الكثيرة طرق الوجود و الإمكان و
الحدوث و الحركة و غير ذلك و بالفضائل و الجهات كونه تعالى صرف الوجود و كونه
واجبا منتهى سلسلة الإمكانات و قديما محدثا للحوادث و محركا غير متحرك للمتحركات و
غير ذلك و لكل طائفة من أهل النظر مسلك منها و طريقة الوجود أسد و أشرف.
و أما الباطن فهو أن قوله إن الطرق إلى الله كثيرة يكون تلميحا إلى
قولهم- الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق و يكون الفضائل و الجهات أسماءه
الحسنى و صفاته العليا و يكون المراد بقوله تعالىوَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌوقوع كل ماهية من الماهيات- و عين من الأعيان الثابتة تحت اسم
كمظهرية الملك للسبوح القدوس و الفك للدائم الرفيع- و الحيوان للسميع البصير و
الجان للطيف الخبير و الإنسان لله و هكذا و تولي كل منها لكل أن يعبدها فالحيوان
مثلا عبد السميع البصير و السلك عبد السبوح القدوس و قس نظائرهما عليهما.
و أما الإنسان سيما الكامل فهو عبد الله و هو المظهر الأتم بل
الاسم الأعظم فطريقته الطريقة الأوسع الأعمإِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ،س قده
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 12