نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 239
تَصِيرُ الْأُمُورُ.
و من الفلاسفة القائلين بحدوث العالم هرقل الحكيم
فإنه كان يقول إن أول الأوائل النور الحق لا يدرك من جهة عقولنا
لأنها أبدعت من ذلك النور الأول و هو الله حقا و كان يقول إن بدو الخلق و أول هذا
العالم المحبة و المنازعة و وافق في هذا الرأي أنباذقلس حيث قال الأول الذي أبدع
أولا هو المحبة و الغلبة.
أقول دلالة هذا الكلام على الحدوث أن كل محب يحب شيئا غير ذاته فهو
يتحرك حتى ينقلب إلى محبوبه و يرجع إليه و يفنى فيه لأن كل ناقص مشتاق له غاية و
كل ذي غاية يتحرك إليها و كل محبوب قاهر على جذب محبة إليه و محو آثاره بالكلية
حتى يصير راجعا إليه كما قال تعالىوَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ*.
و هذا لا يوجب الالتفات من العالي إلى السافل لأن العالي لا ينفعل من
السافل و لكن يحركه و يجذبه إليه و يمحي آثاره و يجعله صائرا إليه من غير تغيير و
مباشرة.
و بالجملة وجود المعلول مطلقا عين المحبة لكونها ناقصا مفتقرا إلى ما
يكمل به- و يتم به و يخرج من فقره إلى غناه فالعالم بجميع ما فيه و معه يخرج يوما
إلى الله و يرجع إليه و يصير إياه كما أنه بدأ منه.
و من القائلين منهم بحدوث العالم أبيقورس قيل إنه خالف أوائل في
الأوائل- قال المبادي اثنان الخلاء و الصورة أما الخلاء فمكان فارغ و أما الصورة
فهي فوق المكان و الخلاء و منها أبدعت الموجودات و كل ما كان كون منهما فإنه ينحل
إليهما- فمنهما المبدأ و إليهما المعاد و ربما يقول الكل يفسد.
أقول كأنه أراد بالمبادي مبادي القوام المقارنة للمعلول كالمادة و
الصورة- لا مبادي الوجود المفارقة له كالفاعل و الغاية فإن المادة و الصورة
داخلتان في وجود هذا العالم و ماهيته و الفاعل و الغاية خارجتان عن وجود هذا
العالم و أراد من الخلاء الهيولى الأولى لكونها عدمية خالية عن وجود الصورة في
ذاتها و لها امتداد
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 239