نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 125
و سيجيء بيان كون الجسمية أي مصحح فرض الأبعاد حقيقة نوعية امتيازها
بلواحق خارجية.
ثم العجب منه أنه مع شدة خوضه في تتبع العلوم و مهارته في البحوث كيف
اعتقد أن هذه الحجة منه قوية لا يرد عليها بحث و لا فيها قدح سوى ما ذكره من الشك
على أن ما ذكره في غاية الوهن و الضعف و سيجيء من الكلام ما لم يبق معه شك في أن
الجسمية مشترك في جميع الأجسام.
كيف و هو أصل محقق يبنى عليه كثير من المطالب كإثبات الصور النوعية
في الأجسام و إثبات الهيولى في الأفلاك و إثبات الشكل الطبيعي في كل جسم و الحيز
الطبيعي له و مباحث النفوس و القوى و الكيفيات و غيرها من المسائل الباحثة في
العلم الطبيعي- و أما الذي ينقدح به الحجة المذكورة و يرد عليها فأبحاث- الأول
النقض بتوجه مثل ذلك السؤال بعينه في بيان لزوم القطبية و السكون لبعض مواضع الفلك
و لزوم المنطقة و الحركة السريعة لبعض آخر و لا يمكن استناد ذلك إلى الهيولى
لكونها واحدة في كل فلك فلا توجب الاختلاف فإن استند لزوم القطبية لموضع من الفلك
و الدائرة لموضع آخر إلى الأمور الإلهية و العناية التي هي علمه تعالى بالنظام
الأفضل أو الإرادة التي ينسبونها بعضهم إليه من غير مرجح- فيسند لزوم أصل الفلكية
و ما يلزمها إليها.
و بالجملة كل ما وقع به الجواب عن هذا فليقع به عن ذلك من غير تفاوت.
الثاني أن إيجاب لزوم الشكل و المقدار لا يمكن أن يسند إلى الهيولى
لأنها جوهر قابل و معنى القبول الصحة و الإمكان و هو ينافي الإيجاب و الاقتضاء بل
لا بد من أن يكون للفلكية و لوازمها مقتض آخر حتى يقبلها الهيولى التي شأنها قبول
الصور و الهيئات لا إيجاب شيء من الأشياء.
الثالث أن الذي ذكره هو في الحقيقة شبهة يجب حلها حتى ينكشف جلية
الحال و ارتفع و زال أصل الإشكال و ظني أن هذه الشبهة هي التي قد كان الإمام
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 125