نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 121
ذلك الوجود منه شر له و وبال و زوال كماله أيضا شر دون ذلك الشر سواء
أدرك وجوده أو كمال وجوده أو لم يدرك أو أدرك عدمه أو عدم كماله أو لم يدرك كما في
الجمادات و غيرها فإن الوجود أو الكمال شيء و إدراك ذلك الوجود أو الكمال شيء
آخر.
و أما العلم و الإدراك مطلقا فليس كما زعمه هذا التحرير عبارة عن
إضافة محضة بين العالم و معلومه من غير حاجة إلى وجود صورة و إلا فلم يكن منقسما
إلى التصور و التصديق و لا أيضا متعلقا بالمعدوم حين عدمه و لا أيضا حصل علم
الشيء بنفسه إذ لا إضافة بين الشيء و المعدوم و لا بينه و بين نفسه بل المراد
بالعلم هو نفس الصورة الموجودة المجردة عن المادة ضربا من التجرد للذات المجردة
أيضا ضربا من التجرد من حيث تجرده و مراتب التجريد متفاوتة فللمحسوسة عن أصل
المادة و للمتخيلة عنها و عن الوضع و للمعقولة عنهما و عن المقدار أيضا.
و هذه الصورة مماثلة للمعلوم و هي قد تكون مماثلة للعالم كعلم
الإنسان بذاته إذا كان بصورة زائدة عليها و قد يكون عينه كوجود الصورة المجردة
القائمة بذاتها فإن تلك الصورة علم و معلوم و عالم أيضا لصدق مفهوماتها الثلاثة
عليها و قد يكون مماثلا لبعض قوى العالم كعلم الإنسان بالمحسوسات الملائمة لحواسها
كالألوان الملمعة و الأصوات الطيبة و الروائح البهية و المطاعم الشهية و الملابس
الناعمة- و قد يكون الصورة مضادة للعالم أو لبعض قواه فالأول كشعور الإنسان بصورة
جهله و حمقه و رذائله.
و أما الثاني فكإحساسه بالألوان الكدرة المظلمة و الأصوات الكريهة و
الروائح المنتنة و المذوقات المرة العفصة و الملابس الخشنة.
فإذا تقررت هذه المعاني فعلم أن الوجود في نفسه خير و بهاء كما أن
العدم في نفسه شر على ما حكم به الفطرة و إذا حصل الوجود لشيء كان خيرا و بهاء
لذلك الشيء و العلم عبارة عن ضرب من وجود شيء لشيء فيكون أيضا كمالا له إلا أن
يكون مضرا و مضادا لكمال آخر له فإن وجود الحرارة لو أمكن اجتماعه مع البرودة و
حصوله لها
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 121