responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 515

و منها الدراية

و هي المعرفة الحاصلة بضرب من الحيلة و هو تقديم المقدمات و استعمال الروية و أصله من باب دريت الصيد و لذا قيل لا يصح إطلاقه على الله- لامتناع الفكر و الحيلة عليه تعالى‌

و منها الذهن

و هو قوة النفس على اكتساب العلوم التي هي غير حاصلة- و الوجود الذهني غير وجود الذهن [1] فإن الذهن في نفسه من الأمور الخارجية- و ما يوجد فيه بوجود مطابق لما في الخارج و محاك له يقال له الوجود الذهني لذلك الشي‌ء و هو الوجود للشي‌ء الذي لا يترتب عليه ما يترتب على وجوده الخارجي- و تحقيق الكلام فيه‌ [2] أن الله تعالى خلق الروح الإنساني خاليا عن تحقق الأشياء فيه و عن العلم بها كما قال تعالى‌ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً لكنه ما خلقه إلا للمعرفة و الطاعة وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‌ و لو لم يكن خلق الروح الإنساني لأجل معرفة حقائق الأشياء كما هي لوجب أن يكون في أول الفطرة أحد تلك الأشياء بالفعل لا أنها خالية من الكل كما أن الهيولى لما خلقت لأن يتصور فيها الصور الطبيعية كلها كانت في أصل جوهرها قوة محضة خالية عن الصور الجسمية فهكذا الروح الإنساني و إن كان في أول الفطرة قوة محضة خالية عن المعقولات لكنها من شأنها أن تعرف الحقائق و تتصل بها كلها فالعرفان بالله و ملكوته و آياته هو الغاية و التعبد هو التقرب إليه و السلوك نحوه و أن كانت العبادة أيضا مشروطة به نتيجة له‌ [3] كما قال تعالى‌ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‌ فالعلم هو الأول و الآخر و المبدأ و الغاية فلا بد للنفس من أن تكون متمكنة من تحصيل هذه المعارف و العلوم و ذلك التمكن هو هيئة استعدادية للنفس لتحصيل هذه‌


[1] يعني لا تتوهمن من إطلاق الوجود الذهني أن وجود نفس الذهن أيضا وجود ذهني أي منسوب إلى الذهن، س ره‌

[2] أي في للذهن قوة على اكتساب العلوم أي جوده التهيؤ على اكتساب العقائد و الآراء، س ره‌

[3] الأولى و منتجة له كما لا يخفى، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست