نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 178
مما يقع تدريجا و إلا فيلزم خلو الهيولى[1]عن الصورة فإن الماء إذا صار هواء لم يجز حصول الهوائية ما
دام كونه ماء و لا في آن هو آخر زمان المائية بل في آن غير ذلك الآن فيلزم إما
تتالي الآنين و هو محال و إما تعري المادة عنهما جميعا و هو الذي ادعيناه و لعل
الشيخ قد أنطقه الله بالحق حيث دل كلامه بأن كلا منهما يوجد في زمان منقسم بالقوة
إلى غير النهاية
فصل (38) في أن الآن كيف يعد الزمان
العاد للشيء عند المهندسين هو الجزء من المقدار أو العدد له إذا
أسقط منه مرة بعد أخرى لم يبق منه شيء و ليس الآن بهذا المعنى عادا للزمان و قد
يعنى ما يهيئ الشيء لقبول العد بالمعنى الأول[2]و الآن عاد بهذا المعنى للزمان إذ هو معط له معنى الوحدة و
معط له الكثرة بالتكرير فقد عرفت أن الزمان متصل و المتصل لا يمكن تعديده إلا بعد
أن يتجزى و التجزئة لا تحصل إلا بإحداث الفصول و إذا حدثت الفصول صار المتصل
منقسما إلى أقسام و يمكن تعديده بشيء من أجزائه- كالخط إذا جزئ بأجزائه بالنقط
فالنقطة عادة للخط بمعنى أنه لو لا حصول النقط لما حصل التعديد و تلك الأقسام عادة
للخط بالمعنى الأول فكذلك الحال في نسبة العادية إلى الآن و إلى أقسام الزمان في
أن نسبته إلى كل منهما بمعنى آخر.
قال بعض الفضلاء إن الآن فاصل للزمان باعتبار و واصل له باعتبار آخر-
أما كونه فاصلا فلأنه يفصل الماضي عن المستقبل و أما كونه واصلا فإنه حد مشترك بين
الماضي و المستقبل[3]و لأجله يكون
الماضي متصلا بالمستقبل و يجب أن
[1]هذا في نفسه برهان على الحركة الجوهرية في كينونة الصورة
الجوهرية بعد مثلها، ط مد