responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 342

أزلا و أبدا و كفاك [1] في هذا الأمر قوله تعالى‌ كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‌ قال الشيخ العالم محمد الغزالي مشيرا إلى تفسير هذه الآية عند كلامه في وصف العارفين بهذه العبارة فرأوا بالمشاهدة العيانية أن لا موجود إلا الله و أن كل شي‌ء هالك إلا وجهه لا أنه يصير هالكا في وقت من الأوقات بل هو هالك أزلا و أبدا لا يتصور إلا كذلك فإن كل شي‌ء إذا اعتبر ذاته من حيث هو فهو عدم محض و إذا اعتبر من الوجه الذي يسري إليه الوجود من الأول الحق رأى موجودا لا في ذاته لكن من الوجه الذي يلي موجدة فيكون الموجود وجه الله فقط فلكل شي‌ء وجهان وجه إلى نفسه و وجه إلى ربه فهو باعتبار وجه نفسه عدم و باعتبار وجه ربه موجود فإذن لا موجود إلا الله فإذن كل شي‌ء هالك إلا وجهه أزلا و أبدا و كتب العرفاء كالشيخين العربي و تلميذه صدر الدين القونوي مشحونة بتحقيق عدمية الممكنات و بناء معتقداتهم و مذاهبهم على المشاهدة و العيان و قالوا نحن إذا قابلنا و طبقنا عقائدنا على ميزان القرآن و الحديث وجدنا منطبقة على ظواهر مدلولاتهما من غير تأويل فعلمنا أنها الحق بلا شبهة و ريب و لما كانت تأويلات المتكلمين و الظاهريين من العلماء في القرآن و الحديث مخالفة لمكاشفاتنا المتكررة الحقة طرحناها و حملنا الآيات و الأحاديث على مدلولاتها الظاهرة و مفهومها الأول كما هو المعتبر عند أئمة الحديث- و علماء الأصول و الفقه لا على وجه‌ [2] يستلزم التشبيه و التجسيم في حقه تعالى‌


[1] و في مأثورات بعض أئمتنا الطاهرين أنه سئل عن بعض أصحابه ما يقول العامة في الوجه- فقال يقولون الوجه هو الذات المتعالية فكذبهم ع و قال نحن الوجه الذي يبقى بعد فناء كل شي‌ء و لا منافاة بينه و بين كون الوجه هو الوجود المطلق المنبسط لأن المطلق المنبسط- هو الحقيقة المحمدية المتحدة بالحقيقة الولوية لأنهم في مقام الولاية نور واحد، س ره‌

[2] كون اليد أو المجي‌ء أو الاستواء أو غير ذلك مما ورد في القرآن المجيد محمولة على الظاهر مع كونه مستلزما لهما لكونه في مقام الفعل و لما كان الفعل أو الأثر ليس شيئا على حياله بل ظهور الفاعل و بعبارة أخرى التشؤن و التطور لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لم يكن تأويلا- و الإنسان الكامل الفاني عن نفسه الباقي بالله حيث لم يكن له وجود و إرادة و قدرة إلا بوجود الله و إرادته و قدرته كما مر و كما ذكر أنه كنا بنا فغبنا عنا و بقينا بلا نحن و حيث إنه أسفه أسف الله و حبه حب الله و بغضه بغض الله فيده يد الله و عينه عين الله كما في الحديث القدسي المشهور و أيضا قدرة الله التي يبطش بها يد له و العقول الفعالة و النفوس المدبرة الفلكية ذواتها أيد له و أيديها التي علومها الفعلية لكونها فواعل للعناية بالحقيقة أيد له و كذا المشيات النافذة و العزائم الثاقبة للعقول الصاعدة عند إيجاد شي‌ء بالهمة و إجراء خارق العادة فكل الأيدي يده لا كل له بعض و كثرة بل الأصل المحفوظ في المراتب الذي هو شي‌ء واحد بسيط كما يعرفه العارف بالأصول البرهانية فليس مرادهم أن اليد المحدودة بما هي محدود و باعتبار وجهها إلى نفسها كما يأتي عن قريب يده تعالى عن ذلك، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست