responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 16

 

ثم ينظرون في وجوده و عنايته و أحديته فيكشف لهم وحدانية فعله و كيفية صدور الكثرة عنه تعالى و ترتيبها حتى ينتظم سلاسل العقول و النفوس و يتأملون في عوالم الجبروت و الملكوت أعلاها و أسفلها إلى أن ينتهي إلى عالم الملك و الناسوت‌ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ و هذا هو السفر الثالث من الأسفار الأربعة العقلية بإزاء ما للسالكين و هو من الحق إلى الخلق بالحق. ثم ينظرون في خلق السماوات و الأرض و يعلمون رجوعها إلى الله و يعرفون مضارها و منافعها و ما به سعادتها و شقاوتها في الدنيا و الآخرة فيعلمون معاشها و معادها- فينهون عن المفاسد و يأمرون بالمصالح و ينظرون في أمر الآخرة و يعلمون ما فيها من الجنة و النار و الثواب و العقاب و الصراط و الحساب و الميزان و تطاير الكتب و تجسم الأعمال- و بالجملة كل ما جاء به الأنبياء و أخبر به الرسل صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين.

و هذا هو السفر الرابع من الأربعة العقلية بإزاء ما لأهل الله و هو من الخلق إلى الخلق بالحق.

و الكتاب بما فيه من الأمور العامة و الجواهر و الأعراض كفيل السفر الأول و بما فيه من إثبات ذاته تعالى بذاته و إثبات صفاته كفيل السفر الثاني و بما فيه من إثبات الجواهر القدسية و النفوس المجردة كفيل السفر الثالث و بما فيه من أحوال النفس و ما لها في يوم القيامة كفيل السفر الرابع فقوله قدس سره و اعلم أن للسلاك إلخ إشارة إلى الأسفار المذكورة أولا و قوله فرتبت كتابي هذا إلى قوله في الأسفار العقلية إشارة إلى الأسفار المذكورة أخيرا التي يتكفلها الكتاب طبق أسفار السالكين و الأولياء فإن القوة النظرية و العلمية متكافئتان في الأنوار و الآثار و بالأولى يحصل علم اليقين و بالثانية يحصل عين اليقين و حق اليقين هذا مما استفدت من ملاحظة كلمات القوم و تتبع مباحث الكتاب و الله أعلم بالصواب-

هذا التحقيق للأسفار الأربعة و تطبيقها على مطالب الكتاب للحكيم الإلهي محمد رضا الأصفهاني القمشة قدس سره العزيز، اعلم أن الإنسان ما دام لم يشرع في سلوكه العلمي و النظري يشاهد الكثرة دائما و يغفل عن مشاهدة الوحدة و كل شي‌ء يشاهده يشاهد بصفة الكثرة و الكثرة في نظره و شهوده مانعة عن شهود الوحدة و الوحدة محتجبة عنده بالكثرة فإذا شرع في سلوكه العلمي من الآثار إلى المؤثر و من الموجودات إلى الصانع تضمحل الكثرات عنده شيئا فشيئا إلى الوحدة الصرفة الحقة الحقيقية بحيث لا يشاهد الكثرة أصلا و يغفل عن مشاهدة الكثرات و النظر إلى أعيان الموجودات بالمرة و حينئذ تصير الكثرة محتجبة بالوحدة و لا يشاهد إلا الوحدة و يستغرق في مشاهدتها عن مشاهدتها و منزلة هذا المنزل في السلوك الحالي منزلة السفر الأول للسالك العارف الذي أشار إليه في الكتاب

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست