نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 15
التشريع و يسمى بالنبي
فإنه ينبىء عن بقائها و مضارها و منافعها و عما به سعادتها و عما به شقاوتها و
يكون في كل ذلك بالحق لأن وجوده حقاني و لا يشغله الالتفات إليها من التوجه إلى
الحق.
هذه هي الأسفار الأربعة فقد ظهر أن السفر الأول و الثالث متقابلان
لتعاكسهما في المبدإ و المنتهى و كون الثالث بالحق دون الأول و الثاني و الرابع
متقابلان بوجه- لاختلافهما في المبدإ و المنتهى و اشتراكهما في كونهما بالحق.
و الفلاسفة الشامخون و الحكماء الراسخون ينظرون في الآفاق و الأنفس
فيرون آياته تعالى فيها ظاهرة و راياته عنها باهرة فيستدلون بآثار قدرته على وجوب
وجوده و ذاته و يستشهدون بأنوار حكمته على تقدس أسمائه و صفاته فإن وجود السماوات
و الأرض- و إمكانهما و حركاتهما دلائل إنيته و إتقانهما و انتظامهما شواهد معرفته
و ربوبيته و إلى هذه الطريقة أشير في الكتاب المبين بقوله تعالى عز اسمهسَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ
فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُو عند ذلك تبين لهم أنه الحق بحيث يرون
كل وجود و كمال وجودا مستهلكا في وجوده و كمالات وجوده بل يرون كل وجود و كمال
لمعة من لمعات نوره و جلوة من جلوات ظهوره و هذا هو السفر الأول من الأسفار
الأربعة العقلية بإزاء ما لأهل السلوك من أهل الله و هو من الخلق إلى الحق.
ثم ينظرون إلى الوجود و يتأملون في نفس حقيقته فيتبين لهم أنه
الواجب بذاته و لذاته و يستدلون بوجوبه الذاتي على بساطته و وحدانيته و علمه و
قدرته و حياته و إرادته و سمعه و بصره و كلامه و سائر أوصاف كماله و نعوت جماله و
جلاله و على أن كلها عين ذاته فيظهر أحديته و بأحديته صمديته و بصمديته كل الأشياء
بنحو أتم و أعلى و هذا هو السفر الثاني من الأسفار الأربعة العقلية بإزاء ما لأهل
السلوك و هو من الحق إلى الحق بالحق.
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 15