نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 98
حقيقية ينتهي إليها و تسكن، لكان معوقا عن خيراتها، ممنوعا عن كمالاتها،
فيكون وجودها عبثا معطلا، و لا عبث و لا معطل في الوجود كما برهن عليه، إذ لم يخلق
هذه الخلائق مجازفة، بل عن علم و تدبير لفاعل مدبر عليم و صانع حكيم، و منع الكمال
عن مستحقه قصور في الوجود و نقص في الإعطاء للوجود، و هو ينافي الرحمة الواسعة و
الجود الأعم الأتم. فعلم أن لكل نقص كمالا و لكل قوة فعلا، و هكذا إلى أن يزول
النقائص، و يصل كل مخلوق إلى أقصى كماله الذي ليس له زوال و لا انقطاع، و يستقر
عند ذلك صافيا لبه عن كل دنس و قشر. و العالم الذي فيه لباب الأشياء من غير كدر،
عالم آخر غير هذا العالم، إليه رجعى الطاهرات الزاكيات من نفوسنا، و فيه مأوى
القادسات الطيبات من عقولنا، و قوله في النور: «وَلِلَّهِ
مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ»و قوله في النمل «وَيَوْمَ
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ»و هم الذين
سبقت لهم هذه القيامةوَ
كُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ.
و
قد سبقت الإشارة إلى أن القيامة قيامتان: قيامة على النفوس بنفخة الفزع، و بها يقع
النقل من الصور إلى عالم العقول، و قيامة على العقول بنفخة الصعق، و بها يقع الفناء
التام و ينتقل الأمر إلى الواحد القهار. و في العنكبوت «أَوَ
لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ
عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ»و قوله: «قُلْسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ
اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ»أي بعد انخلاعه عن كسوة هذا الكون الطبيعي و تحققه بالوجود الأخروي
الباقي بإبقاء اللّه، ثم عن لباس الإنانية الأخروية و تحققه بالوجود الحقاني
الباقي ببقاء اللّه، و قوله:
«يُعَذِّبُمَنْ يَشاءُ وَ يَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ
وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ»و قوله: «كُلُّنَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ»*موت البدن الذي هو مقام وجودها الطبيعي «ثُمَّإِلَيْنا
تُرْجَعُونَ»بعد فنائها عن
الوجودين الطبيعي و النفساني، و انسلاخها عن الكونين الدنيا و الآخرة عند قيامها
بوجود الحق. و قوله: