نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 96
فمن الآيات الدالة على فناء الكل و رجوعها إلى الواحد القيوم بحركتها
المعنوية و تولى وجهها إلى وجه الحق قوله: «مَتاعَالْحَياةِ
الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ»و قوله: «هُنالِكَتَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ
وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا
يَفْتَرُونَ»و قوله: «قُلِاللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، فَأَنَّى
تُؤْفَكُونَ»و قوله «لِكُلِّأُمَّةٍ أَجَلٌ، فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً
وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ»و ذلك لأن نسبة
القيامة الكبرى و هي فناء جميع الخلائق و قيامها عند اللّه، إلى القيامة الصغرى و
هو موت كل أحد كنسبة الولادة الكبرى أعني خروج الأرواح عن بطن الدنيا إلى الولادة
الصغرى و هي خروج الجنين عن بطن أمه. فكما أن لكل نفس أجل مسمى ولادة و موتا، كذلك
لكل أمة و طائفة بل لجميع الخلائق ميعاد و أجل معلوم عند اللّه. و إنما قلنا:
معلوم عند اللّه، لأن فهم الناس لا يبلغ إلى درك هذا الأجل و الموعد إلا العرفاء
الشامخون و الأولياء الكاملون عند تجردهم عن الدنيا، و لو أمكن تعليم ذلك لهم لما
وقع في الجواب عند سؤالهم عن وقت قيام الساعة «قُلْإِنَّما
عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي»و الذي يبلغ
فهمهم دركه هو ساعة موت الإنسان الصغير لا ساعة موت الإنسان الكبير يعني القيامة
الكبرى. و قوله: «إِنَّانَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ
عَلَيْها وَ إِلَيْنا يُرْجَعُونَ»و
هذه الوراثة و الرجوع أنما يتحققان إذا صارت الأرض غير الأرض بأن تصير أرضا حية
بيضاء منيرة مشرقة عقلية، كما في قوله:
«يَوْمَتُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ»و قوله: «وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها»و إلا فما دامت
كثيفة مظلمة ميتة فهي بعيدة المناسبة عن الحضرة الإلهية. و قوله: «إِنْكُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ
عَبْداً، لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ
الْقِيامَةِ فَرْداً»أي مجردا عن
الأجسام و عوارضها المادية و أوضاعها الحسية، بل عن إنياتهم و هوياتهم المغايرة
للحق لاستغراقهم في بحر الطبيعة و انغمارهم في الدنيا. و ذلك التجرد أنما يحصل
بالفناء عن هذه النشأة الطبيعية و الحشر إلى اللّه و البعث في القيامة.
و قوله: «وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ
يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً، فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ
لا أَمْتاً»و قوله: «يَوْمَنَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ»
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 96