نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 95
المشهد الثاني في تحقيق الانقراض و النهاية و إثبات الغاية
كالبداية للدنيا و ما فيها، و بروز الكل إلى اللّه و خروجها من مكامن
هوياتها عند انكشاف أستارها، و ارتفاع حجبها و بقاء ما عند اللّه في علم اللّه من
الحقائق المتأصلة و الأسماء الإلهية و الأضواء القيومية.
يجب عليك أن تعلم أولا، أن كل هوية عينية سواء كانت واجبة أو ممكنة،
لا بد لها من لوازم عقلية تابعة لذاته من غير جعل و تأثير، و أقلها الشيئية و
المعلومية و الموجودية و الإمكان العام و غير ذلك، سيما الهوية الإلهية التي هي
أصل الهويات و منبع الإنيات و الماهيات، فإذا الذات الإلهية لها أشعة و أنوار
عقلية و لوازم و آثار، كيف و الوجود كله من شروق نوره و آيات ظهوره، و تلك الأشعة
و الأنوار سماها جمهور الفلاسفة بالعقول الفعالة، و المشاءون أتباع أرسطو سموها
بالصور العلمية، و أفلاطونيون بالمثل النورية، و الصوفية بالأسماء الإلهية، و
جمهور المتكلمين ذهبوا بالصفات الزائدة، و المعتزلة قالوا بالأحوال كما قالوا
بثبوت المعدومات الخارجية، و تلك الأشعة الإلهية كيف يفارق أصلها و منبعها، أو
يكون أشياء مباينة الوجود مستقلة الذوات، و إلا لم تكن أشعة فهي ليست من جملة
العالم و مما سوى اللّه، و إنما هي الدرجات الإلهية و الحجب النورية و السرادقات
القدسية، باقية ببقاء اللّه لا بإبقائه، موجودة بوجود اللّه لا بوجود أنفسهم و لا
بإيجاده، إذ لا جعل و لا تأثير بين الذات و الشئون الإلهية.
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 95