responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 94

و خروج ما فيها من النفوس و الأرواح من القوة إلى الفعل على التدريج في مدة عمر طبيعي للعالم، و دورة كاملة لأجرامها الدوارة في مدة خمسين ألف سنة، فيرجع في تلك المدة جميع تلك النسب و الأوضاع إلى ما كانت أولا، لقوله تعالى: «وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ»، و قوله تعالى: «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» فإذا انقضت المدة و تمت العدة، برزت إلى عالم الآخرة حقيقة الدنيا، و خرجت من القوة إلى الفعل جميع ما هو مكنون في قبور الأجسام و مخزون في صدور النفوس و خزائن الأرواح‌ «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ، إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً» و كما أن الشخص الآدمي إذا عرض له الموت و خرجت روحه من البدن قامت قيامته، لقوله صلى اللّه عليه و آله: «من مات فقد قامت قيامته» و عند ذلك انفطرت سماؤه التي هي أم دماغه، و انتثرت كواكبه التي هي قواه المدركة، و انكدرت نجومه التي هي حواسه، و كورت شمسه التي هي قلبه و منبع أنوار قواه و حرارته الغريزية و تزلزلت أرضه التي هي بدنه، و دكت جباله التي هي عظامه، و حشرت وحوشه التي هي قواه المحركة سيما الغضبية، فكذا قياس موت الإنسان الكبير أعني جملة العالم الجسماني الذي هو عند الحكماء حيوان مطيع للّه تعالى متحرك بالإرادة و الجبلة، و له بدن واحد هو جرم الكل و طبع واحد سار في الجميع و هو طبيعة الكل، و نفس واحدة كلية مشتملة على جميع النفوس، و روح كلي مشتمل على جميع العقول و هو العرش المعنوي يستوي عليه الرحمن فبدن العالم و طبيعته هالكتان داثرتان، و أما نفسه و روحه الكليتان. فهما محشورتان إلى الدار الآخرة راجعتان إلى اللّه قائمتان عنده.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست