responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 87

في الصور، و ينطوي يوم القيامة في يمين الرحمن، أعني الجنة العالية تحت قهر الكبرياء و سطوة عالم الجبروت. و إنما عبر عن هذا الفناء بالصعق لا بالموت و نحوه، تنبيها على أن لها ضربا من الحياة عند اللّه لا عند أنفسهم، كمن صار مغمى عليه، فإنه زالت عنه الحياة الحسية و بقي له ضرب من الحياة في مقام أعلى من بدنه و قوة حسه و حركته، و لهذا قد يعود و يسري الحياة إلى أعضائه من ذلك المبدإ النفساني.

و منها قوله تعالى: «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ»* و قوله:

«وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى‌ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ» و قوله:

«يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً»*.

و البعث من نشأة طبيعية إلى نشأة أخروية لا يمكن إلا بانقلاب الجوهر و تبدل الذات، لأن النشأتين الأولى و الآخرة متخالفتان في النوع متباينتان في نحو الوجود لا في الأوصاف و الأعراض، و إلا لم يكن كل منها برأسه عالما تاما، و قد علمت استحالة تعدد العوالم بالعدد مع اتحادها في النوع، فإذن جوهر الآخرة نوع آخر من الوجود مباين لجوهر الدنيا، فزوال جوهر نشأة الدنيا دليل على حدوثها، إذ ما ثبت قدمه امتنع عدمه. فإذا ثبت أن جميع- الموجودات الطبيعية منبعثة إلى نشأة أخرى متوجهة إلى الدار الآخرة بالسير الحثيث و الحركة الذاتية الجوهرية.

فثبت أن الدنيا دار الانتقال و منزل الارتحال و معبر إلى دار القرار و محل الأبرار. و منها قوله تعالى: «إِنَّا إِلى‌ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ»، و قوله تعالى:

«يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى‌ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ» إشارة إلى الانتقال الفطري للجوهر الطبيعي إلى اللّه، و يستوي في هذا التوجه الذاتي و الحركة المعنوية المؤمن و الكافر و المطيع و العاصي، إذ كلها مأمور بهذا الإتيان و السفر إلى اللّه و الدار الآخرة، و هذا التوجه الطبيعي إلى الدار الآخرة لا ينافي الشقاوة و العذاب، إذ منشأ العذاب أيضا تأكد الوجود و فعلية الذات و زوال الالتباس و رفع الغشاوة و كشف الغطاء و حدة البصر كما في قوله: «فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ» فالنفوس الشقية عند كشف الغطاء ينتبهون من نوم‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست