responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 88

الطبيعة و رقدة الدنيا فيطلعون على نتائج معاصيهم و جهالاتهم و خسران نفوسهم، فيتأذون و يتألمون غاية الأذى و الألم، فيلحقهم الندامة و الحسرة، و يكون حالهم حال من لسعته العقارب و الحيات عند سكرة الشديد و الخدر، فإذا زال عنه السكر و أفاق عن سكره و خدره، أصبح متألما متأذيا غاية الألم و الأذى، كما سيأتي توضيحه في مباحث المعاد.

و بالجملة نشأة الآخرة أشرف من نشأة الدنيا، مع أن عذاب الآخرة أشد و أقوى، و أمر و أدهى، لتأكد الوجود و شدة الإدراك و قوة الحس و حدة البصر.

و منها قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَوى‌ عَلَى الْعَرْشِ ...» هذه الأيام ليست من أيام الدنيا التي يتم كل منها في دورة الشمس بحركة الفلك الأقصى، بل من أيام الآخرة و أيام الربوبية التي كل يوم منها مواز لألف سنة من أيام الدنيا المعدودة لقوله تعالى: «وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» فهذه الستة الأيام هي ستة آلاف سنة من زمن آدم عليه السلام مبدأ خلق الكائنات بحسب ما يعده أهل التواريخ و يضبطه المنجمون إلى بعثة الرسول الخاتم صلى اللّه عليه و آله و نزول القرآن، فاللّه سبحانه أخبر عن خلق المكونات في هذه المدة، و ذلك لأن الحادث التدريجي الوجود زمان حدوثه بعينه زمان ثبوته و استمراره، إذ لا بقاء له إلا الحدوث- التجددي.

فعلم بالبرهان و القرآن جميعا، أن هذا العالم الجسماني بكله حادث مسبوق بالعدم الزماني و لا بقاء للجسم الطبيعي، لأنه في ذاته لا يخلو عن الحدوث، و ما لا يخلو في ذاته عن الحدوث فهو حادث الهوية، تدريجي الذات متغير- الكون، لكن الحقائق النوعية ثابتة الوجود في علم اللّه فعلمه تعالى بالأشياء ثابتة غير متغير و المعلومات متكثرة متغيرة، كما أن قدرته أزلية و المقدورات حادثة، كما قال اللّه: «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ».

و اعلم أن أيام الإلهية غير أيام الربوبية لأن اليوم الإلهي هو يوم ذي المعارج مدته توازي خمسين ألف سنة، كما قال: «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ»

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست