responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 86

غير متناهية وجوده، إذ ما لا وجود له بالفعل لا يوصف باللاتناهي كما لا يوصف بالتناهي أيضا، و فرق بين قولنا: هذه الحوادث ليس لها ابتداء معين على سبيل الحكم السلبي، و بين قولنا: إن الحوادث غير متناهية حكما إيجابيا عدوليا، إذ الأول لا يستدعي وجود الموضوع المحكوم عليه، بخلاف الثاني. فقول من قال: العالم قديم، و الحوادث فيه غير متناهية، قول باطل، إذ ما لا جمعية له من الأعداد لا يوصف باللاتناهي أيضا، و لا بالتناهي إلا مبلغ حاضر منه في قوة مدركة جزئية. و في الكتاب الإلهي آيات كثيرة دالة على دثور العالم و خرابه و اضمحلال وجوده مع بقاء صورها العلمية عند اللّه القديم حسب ما رءاه كبراء- الحكماء و أساطينهم الأقدمين ما خلا أصحاب أرسطو و من لحقهم إلى يومنا هذا، فإن مسألة حدوث العالم مع إثبات الصانع و توحيده و توحيد صفاته إحدى المسائل الشريفة التي من اللّه علينا بتحقيقها و فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا، و هي مما استفدناه من كتاب اللّه و سنة نبيه، صلى اللّه عليه و آله، لا من الأفكار البحثية، «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ».

أما الآيات فمنها قوله تعالى: «بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» و قوله:

«وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ، صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ» فإن إتقانها ببقاء ذاتها في علمه تعالى، و حفظه إياها بتوارد الأمثال.

و قوله: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْض وَ السَّماواتُ‌ فإن لجميع الموجودات الطبيعية حركة جوهرية ذاتية و تحولا من صورة إلى صورة، حتى يقع لها الرجوع إلى اللّه بعد صيرورتها غير نفسها بحسب الصورة السابقة، و تحولها إلى نشأة أخرى، و لو كانت هذه الطبائع ثابتة الجوهرية مستمرة الهوية لم ينتقل هذه الدار إلى دار الآخرة، و لم يتبدل الأرض غير الأرض، و لا السماوات غير السماوات، كما دلت عليه الآية، و لم يرث اللّه الأرض و من عليها، و لم تصر الأرض مقبوضة يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه، كما في قوله تعالى: «وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ» و منها قوله: «وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ» دل على أن كل ما في السماوات و الأرض يفنى و يزول بنفخ الإسرافيل‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست