responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 56

الألفاظ و الحروف، و لا أيضا من شرطه تمثل المتكلم بصورة شخصية، بل إلقاء كلام معنوي إلى قلب مستمع من اللّه، قوله عز و جل: «وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ، إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ، الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ، وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ» دلت هذه الآية على أن المراد بالسمع هو التعقل و هو السمع الباطني، كما أن المراد بالبصر هو الرؤية الباطنية. قوله: «وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَق وَ يَهْدِي إِلى‌ صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ...، أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى‌» ففي الآيتين دلالة على أن أولي العلم هم الذين يعرفون الحق و يرون بنور عرفانهم، أن المنزل على الرسول علوم حقيقية و معارف إلهية، و لو لا أن وقع لهم بالسمع الباطني مقارعة الكلام المعنوي، و بالبصيرة الباطنية مشاهدة آيات الملكوت، لم يعرفوا حقيقة الكلام المنزل على الرسول و أنه الحق من ربه.

(10) قاعدة في سر الحروف المقطعة القرآنية

اعلم أن الأنبياء عليهم السلام، وضعوا بأمر اللّه حروف التهجي، أعني، حروف الجمل بإزاء مراتب الموجودات، و قد وجد في كلام أمير المؤمنين عليه السلام، ما يدلك على ذلك، و إذا كان كذلك فينبغي أن يكون الألف إشارة إلى المبدإ الأول، لأنه أول الآحاد و مبدأ الأفراد و الأعداد، و أن يكون الباء إشارة إلى عالم العقل، و لذلك قيل: ظهرت الموجودات من باء بسم اللّه. إذ هي الحروف التي تلي الألف الموضوعة بإزاء ذات اللّه. فهي إشارة إلى العقل الكلي و هو أول ما خلق اللّه، المخاطب بقوله تعالى: «ما خلقت خلقا أكرم علي و لا أحب إلي منك، بك آخذ و بك أعطي، و بك أثيب و بك أعاقب» و هذا حديث متفق على روايته جميع فرق الإسلام بحسب المعنى، و إن وقع الاختلاف في صورة اللفظ. و المراد به جملة عالم العقل، لما بينا في مقامه، أن العقول القادسات‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست