responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 55

فسمعتا كلمته، و أجابتا دعوته، و أطاعتا قوله، و قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» و يتناول المكلفين أمر تكليف و تشريع، و إلى ذلك أشار بقوله: «قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ» و ما علموا أن اللّه يكلمهم على الدوام، و لكن‌ «لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها، و إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ‌، و لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ» كما أسمع قوما آخرين أخبر عنهم بقوله‌ «وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى‌ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ» فالسمع الحقيقي ما هو قرين معرفة القلب لا اصطكاك الصماخ بالهواء الخارج، و كل قلب يكون حيا بحياة المعرفة، يسمع كلام الحق. و أما القلوب الميتة بموت الجهل فحالهم كما قال تعالى فيهم: «إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى‌ وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ»* ... وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ‌ الخطاب بمقارعة الهواء لسمعهم الظاهر، و قلوبهم موتى، لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ‌، كما أسمع نفرا من قوم موسى خطابه تعالى، فلم ينفذ إلى بواطنهم نور كلامه و لم يطيقوا إسماعه، فبعد ما رأوا من عظيم الآيات، و أن اللّه أماتهم ثم أحياهم حرفوا و بدلوا، فما يغني الآيات و الدلالات، و إن وضحت عمن حق عليهم القول و لزمهم الشقاوة و طبع على قلوبهم، و قال اللّه تعالى فيهم: «وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها، وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها، وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها ...» و اعلم أن بإزاء هؤلاء من كل أمة قوما وقع بينهم و بين اللّه مكالمة حقيقية، يكلمهم اللّه و ينظر إليهم و هم يسمعون كلامه بسمع قلبي بلا واسطة تعليم بشري خارجي، فيكون الفهم لازما لسماعهم، و قد ورد عن النبي صلى اللّه عليه و آله «إن في أمتي محدثين مكلمين» و لا يشترط أن يكون هؤلاء- أنبياء تشريع و رسالة، لأن الرسالة قد انقطعت و أبوابها قد غلقت و ختمت ببعثة نبينا، صلى اللّه عليه و آله، و ما بقي إلا إلهامات من الحق و إعلامات و تعليمات، و إليهم الإشارة بقوله صلّى اللّه عليه و آله: «إن للّه عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم النبيون» أي ليسوا بأنبياء تشريع، بل هم في الشريعة تابعون لمحمد، صلى اللّه عليه و آله، و قد علمت أن التكلم الحقيقي ليس من شرطه أن يكون بكسوة

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست