responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 48

(6) قاعدة في أن صدور الأشياء المكونة عن علمه تعالى‌

فالذي يعقله العاقلون و يعرفه الحكماء الإلهيون في كيفية صدور الأشياء المتجددة عن علمه، أن الرحمة الإلهية و العناية الربانية لما لم يجز انقطاعها على عدد، و لم يمكن وقوفها عند حد يبقى وراءه الإمكان الغير المتناهي على القوة و الكمون من غير أن يخرج إلى الوجود و الظهور، و عالم الأجسام المادية عالم ضيق قصير الفسحة قليل الوسعة، إذ لا يسع الصور الغير المتناهية دفعة، بل المكان الواحد لا يسع الجسمين و لا المادة الواحدة لصورتين في زمان واحد فضلا عن غير المتناهي، قدر بلطيف قدرته و علمه زمانا غير منقطع الطرفين، و مادة ذات قوة انفعالية غير متناهية في الانفعال التجددي، كما أن الواهب ذو قوة غير متناهية في الفعل، و حيث لا بد في دوام تجدد الفيض من أمر متجدد الذات، ضروري الحركة و التغير في ذاته، فأوجد الباري بوسائط عقلية أشخاصا فلكية دوارة بإذن اللّه دائمة الدوران لأغراض علوية و غايات قدسية كمالية يتبعها استعدادات و انفعالات غير متناهية في مادة سفلية ينضم إلى فاعل غير متناهي التأثير، و قابل غير متناهي القبول، فانفتح بذلك باب نزول البركات و تواتر الرشحات، و قطرات أمطار الرحمة من بحار خزائن السماوات على الدوام‌ «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها» فتصير الصور كلها موجودة في جميع ذلك الزمان على التعاقب التدريجي واحدة بعد واحدة في موادها الخارجية على نعت الاتصال التعاقبي، و المادة مستكملة بها. ثم لا يخفى أن أشرف الحوادث و ما معها مما يتعلق بالهيولى هي النفوس الإنسية الناطقة و لم يمكن حدوثها إلا مع الأبدان، و لم يمكن خروج جميع ما هو الممكن منها من القوة إلى الفعل دفعة واحدة، لأن عددها غير متناه و عدد الأبدان الموجودة معها متناهية، لوجوب تناهي الأبعاد و جهات‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست