responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 47

«وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» و إنما سمي العقل الفعال قلما، لأن شأنه تصوير الحقائق في ألواح النفوس و صحائف القلوب، و به يستكمل النفوس بالصور العلمية، و يخرج ذاتها من القوة إلى الفعل، كما بالأقلام ينتقش الألواح و الصحائف و يتصور مادتها بصور الأرقام و نقوش الكتابة.

و أما اللوح، فهو جوهر نفساني و ملك روحاني يقبل العلوم من القلم، و يسمع كلام اللّه عنه.

و منها، القضاء و القدر، فالقضاء عبارة عن وجود جميع الموجودات بحقائقها الكلية و صورها العقلية في العالم العقلي مجتمعة و مجملة على سبيل الإبداع، و تلك مرتبطة بالحق الأول، موجودة في صقع الإلهية، لا ينبغي عدها من جملة العالم بمعنى ما سوى اللّه، بل الحق أنها معدودة من لوازم ذاته الغير المجعولة، لأنها صور علمه التفصيلي بما عداه، و لذلك قال: «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ» فالعالم كله جوده و رحمته و خزائن جوده و رحمته يجب أن يكون قبل الجود و الرحمة، فلو كانت تلك الخزائن من جملة جوده، أي من مخلوقاته و مقدوراته، فلا بد لها أيضا من خزائن سابقة عليها، فظهر أن خزائن اللّه ليست من جملة المصنوعات و الأفاعيل، بل هي سرادقات نورية و لمعات جمالية و جلالية.

و أما القدر، فهو قدران: قدر علمي، و قدر خارجي، فالأول عبارة عن وجود تلك الأشياء مقدرة مصورة بشخصياتها و جزئياتها في قوة إدراكية و نفس انطباعية. و أما الثاني، فهو عبارة عن وجودها في موادها الخارجية مفصلة واحدا بعد واحد مرهونة بأوقاتها و أزمنتها، موقوفة على موادها و استعدادتها، متسلسلة من غير انقطاع، كما قال تعالى: «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها» و قال: «وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُوم» و أشار إلى القدر العلمي بقوله‌ «إِنَّا كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ» و قوله: «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتاب» و سيأتي لك مزيد توضيح و تفصيل لهذا المقام.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست