responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 4

ففيه إشارة إلى أن فعل الصلاة و فعل الحج الذين هما عمدتا الأعمال البدنية و الطاعات ليسا مثل الإيمان و اليقين بالأمور المذكورة. و قال‌ «الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ» هذا تعريف المؤمن و لم يدخل في حده إلا هذه المعارف الحقيقية لا شي‌ء من الأعمال، فلو فرض حصول هذه المعارف على وجهها في قلب أحد من الآدميين من دون عمل حسنا كان أو قبيحا، لكان مؤمنا حقا فائزا بالسعادة الحقيقية من غير قصور و خلل في إيمانه. و هذا و إن كان مجرد فرض لكن الغرض التنبيه على أن العرفان هو الأصل و العمود و العمل فرع له. و قد حث سبحانه عباده في كثير من الآيات على اكتساب العلم بالنظر و الاعتبار و التأمل في أفعاله و التدبر في آياته و آثاره، مثل قوله:

«فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ» و قوله: «أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا، أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا»* و قوله:

«إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‌ لِأُولِي الْأَلْبابِ» و قوله: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ» و قوله: «وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ».

(2) قاعدة في أن الجهل بهذه المعارف الإلهية و جحودها

مع وجود الاستعداد و قوة التعلم و مكنة التحصيل رأس الشقاوات و العقوبات و أنه مادة كل مرض و نفاق نفساني و مغرس كل شجرة ملعونة و شجرة خبيثة في الدنيا و الآخرة و هو منشأ العذاب الأليم و الخسران العظيم و الحسرة و الندامة يوم القيامة.

قوله تعالى: «أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ، لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ» و قوله تعالى:

«وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‌ قالَ: رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‌ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً، قالَ: كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‌» و قوله‌ اسْتَحْوَذَ، أي غلب‌ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ، فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست