responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 5

اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ‌. و الوجه في أن من نسي ذكر اللّه يكون من أهل العذاب و أنه يحشر أعمى و أصم، أن بناء الآخرة على المعرفة و الذكر، لأنها نشأة إدراكية و دار حيوانية كما سنبين، فعمارتها بالاعتقادات و العلم و النيات الصالحة و الإدراكات الخالصة، و بناء الدنيا على الظلمة المادية و عمارتها بالأمور الشهوية و الأماني الباطلة. لأنها نشأة كدرة جرمانية «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‌ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‌ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا» ثم إن من جهل باللّه جهل بالأشياء كلها، لما تقرر من أن العلم بذات السبب لا يحصل إلا من جهة العلم بسببها، و من جهل بالأشياء كان من الهالكين في الآخرة، لما مر من أن وجود الآخرة وجود إدراكي فيكون منسيا عند اللّه إذ لو كان مذكورا كان موجودا في نفسه إذ المعلومية لا ينفك عنه الموجودية في الأمور التي وجودها وجود إدراكي و صورتها صورة إدراكية، و قال أيضا: «نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» و هذا بمنزلة عكس النقيض لقوله: «من عرف نفسه فقد عرف ربه» على ما أوضحناه قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها، وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ، أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» جعل اللّه سبحانه الجهل باللّه و آياته منشأ الرجوع إلى نار الجحيم و العذاب الأليم، و ذلك لأن نفوس الجهال أبدا متوجهة نحو لذات الأجسام و أغراض الدنيا و شهواتها، إذ لا تعرف غير هذه الأمور. و أما العارف الرباني فنفسه لأجل الاستكمال بالعلم و الإعراض عن الأمور الدنيوية الجسمانية، متوجهة دائما نحو العالم القدس الإلهي، راغبة إلى قربه تعالى، لأن من أحب شيئا كان حشره اللّه إليه و الجاهل لا يحب إلا الأمور الباطلة و الأماني العاجلة الزائلة. و لا شك أن الدنيا و شهواتها أمور باطلة وهمية، فكان حشره إلى عالم البوار و الشرور و الظلمات، فمآله إلى نار الحجيم و نصيبه العذاب الأليم. قوله تعالى: «وَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ، وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ يَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ».

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست