قال اللّه تعالى:
«كُلُّشَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ»و قال: «اللَّهُنُورُ
السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»و النور و
الوجود حقيقة واحدة لا فرق بينهما إلا بمجرد الاعتبار و المفهوم، و كذا الظلمة و
العدم، فمعنى نور السماوات و الأرض وجودهما، و قال: «مايَكُونُ
مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ، وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ
سادِسُهُمْ»،وَ
هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ،وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ».
برهان ذلك: «أنالباري جل ذكره بسيط الذات أحدي الوجود كما مر،
و أن واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فلا يوجد فيه جهة إمكانية فلو
فرض في ذاته فقد شيء من الأشياء الوجودية، أو إمكان أمر من الأمور الثبوتية، لم
يكن واجب الوجود من جميع الوجوه، فيلزم أن يكون فيه حيثيتان مختلفتان، حيثية وجوب
وجود شيء و حيثية إمكان وجود شيء آخر أو امتناعه، فيلزم التركيب في ذاته و لو
بحسب العقل، و هو ممتنع، فلا بد أن يكون كل وجود و كل كمال و جمال رشحا من رشحات
بحر جماله و لمعة من لمعات نور كماله، فجميع الوجودات ثابتة له على وجه أعلى و
أشرف و لا سلب له إلا سلب الإمكان الذي هو معنى سلبي بسيط، فصفاته السلبية كلها
راجعة إلى سلب النقصان، و السلوب المندرجة كلها تحت سلب الإمكان، قال: «لَقَدْكَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ»و لم يقل ثالث اثنين، إذ لم يصيروا بذلك كفارا،
بل هو ثالث الاثنين
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 35